المصدر: إرم نيوز
الكاتب: ساره عيسى
الجمعة 5 كانون الاول 2025 17:29:50
رجح خبراء أن يدخل لبنان مرحلة شديدة التعقيد مع اقتراب انتهاء المهلة المرتبطة بملف نزع سلاح حزب الله، في ظل مؤشرات توحي بتراجع فرص الحل السياسي بشكل كبير، وتزايد الحديث عن سيناريوهات عسكرية محتملة.
وأشاروا لـ"إرم نيوز"، إلى أن تعيين السفير سيمون كرم على رأس الوفد اللبناني يعكس محاولة لامتصاص الضغوط الدولية، وفتح نافذة تفاوضية جديدة، غير أن المعطيات الميدانية والسياسية توحي بأن التسوية لا تزال بعيدة، رغم الخطوات اللبنانية الأخيرة الهادفة إلى استباق التصعيد.
شبه معدومة
وأكد الخبير السياسي، يوسف دياب أن فرص الوصول إلى حل في لبنان باتت شبه معدومة، رغم الخطوة التي اتخذت أخيراً بتعيين السفير السابق في واشنطن، سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في لجنة "الميكانيزم".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن هذا التحول يأتي انسجاماً مع الضغوط الأمريكية، وهو التطور الأول من نوعه الذي يمثَّل فيه لبنان بشخصية سياسية في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، في محاولة وصفت بأنها تهدف إلى الحد من احتمالات ذهاب إسرائيل نحو التصعيد.
وأضاف دياب أن إسرائيل برغم هذا التطور، غير مكتفية بما تحقق حتى الآن، إذ تواصل السعي نحو هدف واحد لم يتحقق بعد، وهو نزع سلاح حزب الله، وفي المقابل لا يقدم الحزب أي ضمانات أو وعود تتصل بقبول مبدأ نزع سلاحه حتى لو انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان.
وأشار إلى أن المشهد يتجه نحو مزيد من التعقيد، إذ يبقى خيار التصعيد الإسرائيلي والذهاب إلى مواجهة واسعة موضوعاً مطروحاً بقوة على الطاولة، مؤكداً أن قرار الحرب لدى إسرائيل متخذ، لكن المسألة تتعلق بالتوقيت، وتحديداً اللحظة التي تمنح فيها واشنطن الضوء الأخضر لعمليات كبيرة ضد لبنان.
وبيّن دياب أن في ظل معطيات تشير إلى تقديرات متعددة حول المهل الزمنية المحتملة، فثمة من يتحدث عن نهاية العام، بينما يرى آخرون أن إسرائيل لن تنتظر كل هذا الوقت، وأن سيناريو بدء عمليات واسعة واغتيالات يبقى احتمالاً جدياً للغاية.
وذكر أن لبنان يقف أمام مرحلة شديدة الصعوبة والدقة، في ظل عدم اليقين بشأن كيف ستسير الأمور، خاصة بوجود قيادة إسرائيلية يتقدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يربط بقاءه السياسي باستمرار الحروب في المنطقة، وعلى رأسها المواجهة في لبنان.
تدارك الوضع
من جانبه، قال الخبير بالشأن اللبناني، نوفل ضو، إن الدولة اللبنانية استشعرت خطورة الموقف، مشيراً إلى أن قرارها بتعيين السفير كرم جاء محاولة لتدارك الوضع، في خطوة لا يزال غير المعروف حجم تأثيرها العملي في تفكيك أسباب الصراع.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن هذا التعيين يشكل مؤشراً إضافياً على استجابة لبنان لمطالب المجتمع الدولي، بما يعكس توجهاً واضحاً في منهجية العمل اللبناني خلال المرحلة الحالية.
ولفت ضو إلى أن جوهر الملف يبقى مرتبطاً بسلاح حزب الله، معتبراً أن هذه النقطة هي الأساس على الأرض اليوم.
وبيّن أن وجود شخصية مدنية على رأس الوفد اللبناني، في مقابل شخصية إسرائيلية مماثلة وفق إعلان مكتب نتنياهو، يعكس انتقال المفاوضات إلى مسار سياسي أوسع، يهدف إلى تأسيس تفاهمات مع المجتمع الدولي حول القواعد المطلوبة لتسريع خطوة حصرية السلاح.
ونوه ضو إلى أن هناك توجهاً واضحاً لدى الحكومة اللبنانية للقبول بمناقشة قواعد سياسية جديدة تختلف عن تلك التي اعتمدت في اتفاق وقف إطلاق النار السابق، بما ينسجم مع المتطلبات المطروحة في المرحلة الراهنة.