كل الخارج همّه وأولوياته في مكان آخر...رئاسة لبنان الى ما بعد الحرب!

رئاسياً، وعلى ما يؤكّد المعنيون بهذا الملف لـ«الجمهورية»، راوِح مكانك في النفق المسدود، ولا تقدّم حتى ولو قيد أنملة الى الامام، وكل ما قيل عن حراكات او ما شابه ذلك لا يمتّ الى الواقع بصلة، فلا حراك منتظراً أو مؤكداً من اللجنة الخماسيّة، ولا جديد على الاطلاق على صعيد مواقف الأطراف، بل على العكس، تزداد تصعيداً وتصلباً وانخراطاً أكثر فأكثر في لعبة عبثية تدفع بالملف الرئاسي إلى مَديات بعيدة جدّاً عن حلبة الحسم الايجابي والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.

لا حراكات

وفي هذه الأجواء، يؤكّد مصدر سياسي مسؤول لـ«الجمهورية» أنّ جدول اعمال الايام المقبلة لا يلحظ أيّ حراك لأي طرف خارجي او داخلي. 

ورداً على سؤال عما اذا كان المجال مفتوحاً لحراك داخلي جديد، يُسارع المصدر الى القول: الحراكات الداخلية مزحة، وفشلها كان معروفاً سلفاً، وخصوصاً من قبل من أطلق تحرّكاً تلبية لرغبة فرنسية، اعتقدت أنّ من شأن هذا التحرّك أن يشكّل رافداً مساعداً لمهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان.

العِلّة، وعلى ما يؤكّد معنيون بالملف الرئاسي لـ«الجمهورية»، ليست خارجية. فالخارج، كل الخارج همّه وأولوياته في مكان آخر، فضلاً عن انّ كلّ الخارج سعى عبر سلسلة من المحاولات والمبادرات لأن يكون عاملا مساعدا على إتمام هذا الاستحقاق، ولكن فَشّله مَن في الداخل. وعلى ما يقول الرئيس بري: «لا توجد نوايا جدية لدى البعض في انتخاب رئيس، ولو صَفت النيات ففي غضون ايام قليلة نتمكّن من انتخاب رئيس للجمهورية. الا ان المشكلة الاساس التي تعترض المسار الرئاسي هي داخلية بامتياز، وتتجلى في هروب مُعطّلي انتخاب رئيس الجمهورية من الجلوس على طاولة التشاور للتوافق على مرشح أو مرشّحِين، كسبيلٍ لا بدّ منه للإنتقال بعده الى مجلس النواب لعقد جلسات متتالية بدورات متتالية، وليربح من يربح».

الى ما بعد الحرب

واذا كان الغموض هو الطاغي حالياً على المشهد الرئاسي، الا انّ مرجعاً سياسياً رجّحَ أن تتوضّح الصورة ما بعد الحرب الممتدة من غزة الى جنوب لبنان. وقال لـ«الجمهورية»: طالما أنّ الافق الرئاسي مسدود، وليس ما يؤشر الى انفراجات وشيكة، فبديهي هنا افتراض حصول تبدّل ما في الصورة بعد انتهاء الحرب، هذا اذا انتهت في المدى المنظور.

واذا ما طالت الحرب؟ يجيب المرجع: لا يبقى أمامنا سوى واحد من خيارين، الاول فيه مصلحة للبلد وللجميع، ويتجلى في المُسارعة الى التقاط الفرصة ومواكبة التطورات بتحصين البلد بانتخاب رئيس وإعادة انتظام حياته السياسية ومؤسساته الدستورية بما يمكننا من مُجاراة أي مستجدات قد تحصل. والثاني انتظار المجهول، فإذا استمرت الحرب فلا أحد يعرف متى تضع أوزارها، وما قد تُرخيه من وقائع ومتغيرات وتداعيات لا ينفع معها ندم.

وردا على سؤال عما اذا كان يرى بصيص أمل في انتهاء وشيك للحرب الدائرة من غزة الى جنوب لبنان، قال: رغم كل الاجواء التفاؤلية التي تتحدث عن قرب التوصّل الى صفقة تبادل وقف لإطلاق النار، ما زلتُ أميل الى التشاؤم، ويؤكد ذلك مماطلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يصرّ على الاستمرار في الحرب.