ما حاجة الجولاني لفاروق الشرع في هذه المرحلة؟

أثارت عودة اسم فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية السورية سابقا ووزير الخارجية البارز في نظام الأسد، الأب والابن، تساؤلات عدة وواسعة، حول مدى لعبه دورًا في المرحلة المقبلة رغم كبر سنه (86 عاما)، إثر ظهوره في زيارة قام بها قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع الملقب بــ"الجولاني" مؤخرا، إلى مقر إقامته، ودعوته للمشاركة في حوار وطني.

وقال خبراء في الشأن السوري، إن عودة فاروق الشرع إلى المشهد مجددا، قد تحمل له دورا في المرحلة المقبلة ولكنه سيكون مؤقتًا؛ نظرا لكبر سنه، بحسب خبراء.
ويرى هؤلاء الخبراء في حديث مع "إرم نيوز"، أن الجولاني عبر لقائه فاروق الشرع والعمل على عودته للمشهد، يريد أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد: كسب خبرة، وواجهة يحتاجها في هذا التوقيت من رجل يمتلك وزنا وثقلا داخليا وخارجيا، في ظل عدة انتقادات تعرضت لها حكومته بأنها تمثل طيفا واحدا، بالإضافة إلى إمكانية دعم عمله لرفع اسمه من قوائم الإرهاب الأمريكية، مع هيئته، في ظل ما يمتلكه "فاروق الشرع" من حنكة وخبرة سياسية ودبلوماسية.

تحت الإقامة الجبرية
ويقول المحلل السياسي السوري، أحمد حاميش إنه "على الرغم من أن فاروق الشرع، كان نائبا لرئيس الجمهورية في فترة سابقة، إلا أنه لم يسلم من بطش نظام الأسد، حيث تم وضعه قيد الإقامة الجبرية ولم يظهر في وسائل الإعلام منذ 12 عاما.
ويضيف حاميش لـ"إرم نيوز"، أن فاروق الشرع قد يلعب دورا في الحكومة السورية المقبلة عقب انتهاء المرحلة الانتقالية التي حددت بـ3 أشهر، في مشهد إشراك من لم تتلطخ أيديهم بالدماء من نظام الأسد، وقد يكون له دور في هذا الإطار، وأيضا في المشاركة في ظل العمل من أحمد الشرع على إظهار أن الحكومة المستقبلية لن تقصي أحدا، حتى لو كانوا مسؤولين في النظام السابق، طالما أنهم لم يرتكبوا جرائم.

وأشار حاميش إلى أن فاروق الشرع قد يلعب دورا محوريا في تشكيل الحكومة المستقبلية لسوريا، كنوع من إظهار الشراكة الوطنية للداخل والمجتمع الدولي من جانب أحمد الشرع، بأن هناك حضورا للأطياف كافة، وحتى من هم من النظام السابق.
دور مؤقت
ويرى المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري أن عودة فاروق الشرع في هذا المشهد، يرجح عودته للعب دور في المرحلة المقبلة داخل سوريا، ولكن لفترة مؤقتة نظرا لكبر سنه حيث يبلغ من العمر، 86 سنة.

 وأوضح الياسري لـ"إرم نيوز" أن فاروق الشرع لعب دورا كبيرا في نظام الأسد منذ أن كان وزيرا للخارجية في عهد حافظ الأسد ثم نائبا للرئيس مع بشار، وكان رجلا في المساحة الوسطى، وحاول أن يتوسط في عام 2011 بين النظام والمعارضين. وذهب إلى درعا وعمل على إنهاء النزاع واحتواء الموقف، وطرح على بشار الأسد، عدة حلول سياسية ولكن الأخير لم يقتنع بذلك وذهب إلى العمل العسكري.

وذكر الياسري أن أحمد الشرع يحتاج في هذا التوقيت إلى شخصيات تمتلك قدرات سياسية ودبلوماسية عالية بالداخل والخارج مثل فاروق الشرع الذي يعد أحد عرابي السياسة الخارجية السورية في العقود الماضية.
  وأضاف الياسري أن الجولاني يرى في فاروق الشرع شخصية قد تنظم خطاب السياسة الخارجية في سوريا، وقد تلعب دورا مؤقتا في خلق حالة من التسوية التي يحتاجها الجولاني وإضفاء نوع من الهدوء، فضلا عن تطمينات حول تنوع المشاركة حتى لو أمام الداخل، وفق تقديره.