المصدر: العين الاخبارية
The official website of the Kataeb Party leader
الخميس 12 كانون الاول 2024 23:38:57
تحركات دبلوماسية عراقية «محمومة»، عبر مسارات عدة، لمنع انزلاق سوريا إلى الفوضى، وخوفًا من أن تطاله شظايا التطورات الأخيرة في جارته، التي أطاحت لتوها بنظام بشار الأسد.
فعبر اتصالات هاتفية مع زعماء عرب، ومن خلال زيارات يجريها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، بذلت بغداد جهودًا حثيثة، بشأن اليوم التالي في سوريا.
وقال مصدر مقرب من السوداني في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن زيارة الأخير التي أجراها إلى العاصمة الأردنية عمان أمس جاءت ضمن الجهود الدبلوماسية والسياسية التي يقودها العراق بشأن «سوريا الجديدة»، مشيرًا إلى أن بغداد لديها مبادرة أعدتها وتقوم بطرحها على الدول العربية بشأن سوريا.
وكان السوداني وصل أمس إلى الأردن، في زيارة التقى خلالها العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، مؤكدًا «أهمية مواصلة الجهود لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط، وخطر الانزلاق نحو الفوضى».
زيارة جاءت «ضمن حراك دبلوماسي مكثف يقوده السوداني للتواصل مع المعارضة السورية المسلحة» بحسب المصدر، الذي أشار إلى أن هناك مساعي أخرى لعقد اجتماع بشأن سوريا مطلع العام المقبل.
لكن ماذا نعرف عن المبادرة العراقية؟
بحسب المصدر الذي صرح لـ«العين الإخبارية»، فإن العراق هاتف دولا عربية لـ«غرض طرح مبـادرة جـديـدة ولا زلنا ننتظر موافقة جميع الأطراف العربية لغرض طرح»، مضيفًا: «كذلك لدينا اتصالات مع بعض الأطراف السورية لغرض طرح المبادرة، ونتوقع أن تحتضن بغداد مطلع العام المقبل اجتماعاً بشأن سوريا».
ورجح المصدر أن يزور السوداني في قادم الأيام قطر وعدداً من العواصم العربية لطرح المبادرة العراقية لترتيب الأوضاع في سوريا.
وعن بنود هذه المبادرة، قال المصدر العراقي إن «المبادرة من جانب العراق اكتملت لكن بغداد تتشاور مع الدول الفاعلة والمؤثرة في الشأن السورية لا سيما الدول العربية».
وأضاف: «من ضمن بنود المبادرة، التركيز على سرعة الحل السياسي، وأن يتم السماح لجميع الأطراف الفاعلة بالمشاركة بالانتخابات السورية».
كما تتضمن المبادرة «وقف الأعمال العدائية ضد قيادات النظام السابق (عهد بشار الأسد) وعدم تكرار تجربة ما حدث في العراق عام 2003 لمنع انزلاق سوريا نحو حرب أهلية».
ووفق المصدر، فإن العراق يبدي تخوفاً من أنشطة حزب البعث العراقي المنحل في سوريا وإمكانية أن يشكل خطراً على العراق في المستقبل، وقال "من بين بنود هذه المبادرة عدم السماح لأنشطة حزب البعث العراقي المنحل في سوريا".
وتابع: «المعارضة في سوريا لديها تحول وتغيير بموقفهم تجاه الأقليات وتجاه الناس».
ودعا قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني مؤخرًا السوداني إلى عدم السماح للجماعات المسلحة العراقية بالتورط في الصراع السوري، قائلا إن عناصر المعارضة المسلحة لن تشكل تهديدًا للأمن القومي العراقي.
وعبرت وزارة الإعلام السورية، الخميس، عن شكرها وامتنانها لعدد من البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية من بينها العراق، على استئناف عمله في سوريا.
وأجرى السوداني مساء الخميس مباحثات هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تركزت على تطورات الأوضاع في المنطقة، وتداعيات الأحداث على الساحة السورية.
وأكد الجانبان بحسب بيان لمكتب السوداني على "أهمية التنسيق العربي في دعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها، والحفاظ على السلم الأهلي، إلى جانب احترام الخيارات الحرّة للسوريين، ومواصلة العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار".