منيمنة: المنظومة السياسية حققت أهدافها بانهيار لبنان وهدم مؤسساته الدستورية

رأى عضو كتلة التغيير النائب إبراهيم منيمنة ان لبنان تحت الرماد، ونعيش حالة تفكك الدولة وتحللها لصالح الفساد والأحزاب الطائفية، وبدلا من ان نكون بانتظار انفجار شعبي كبير في الشارع، اصبحنا امام عملية انكفاء وصمت عميق، وامام موجات من هجرة جماعية لم تشهد لها البلاد أي مثيل، وذلك نتيجة تفلت السلاح، وقمع الناس الغاضبين، وتعنيفهم جسديا ومعنويا، والاهم نتيجة يأس اللبنانيين من تحكم هذه المنظومة بمفاصل الدولة واواصر النظام، معتبرا بالتالي ان المنظومة السياسية ذات الخطاب الطائفي والمناطقي والشبكات الزبائنية حققت أهدافها المبطنة، الا وهي انهيار لبنان، وهدم مؤسساته الدستورية، وتدميره اجتماعيا واقتصاديا وماليا.

ولفت منيمنة، في تصريح لـ «الأنباء»، الى اننا اليوم امام مفترق طريق، اما زوال لبنان نهائيا، واما الانتفاض بوجه الفوضى والدور التدميري للمنظومة، ورسم مسار انقاذي يخرج البلاد من النفق الأسود، معربا بالتالي عن يقينه بأن انكفاء الشعب وصمته لن يستمر، وان التغيير آت لا محال، أولا عبر الضغوطات الخارجية عربيا وغربيا، المطالبة بإصلاحات جذرية على المستويات كافة كما ينص اتفاق الطائف، لاسيما على المستوى السياسي والمالي والإداري، وعبر تصاعد النقمة الشعبية التي من المتوقع ان تنتهي في أي لحظة بانفجار الشارع، وبشكل مفاجئ في وجه شبكات المصالح السياسية والحزبية والشخصية.

وردا على سؤال، اكد منيمنة ان انتخاب الرئيس يعيد الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، لكن يبقى السؤال الكبير: أي من المرشحين المعلنين وغير المعلنين سيصل الى السدة الرئاسية؟ ووفقا لأي تسوية؟ ومقابل أي ثمن؟ مؤكدا انه أي تكن الطبخة الرئاسية التي يسعى البعض لإعدادها تسوويا، فإن قوى التغيير ستكون حتما خارج التسويات والصفقات تحت الطاولة، ولن تبدل قناعاتها بضرورة إيصال رئيس من خارج المنظومة، رئيس سيادي، إصلاحي، يمتلك الجرأة والحكمة في مقاربة الملفات الشائكة والمواضيع الساخنة لاسيما المهددة منها للبلاد، وصاحب رؤية وحلول في كيفية اخراج اللبنانيين من الهوة الاقتصادية والمالية التي دفعوا الى اعماقها.

وعما اذا كان يرى بالمواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري انتقال الى المواجهة المباشرة مع قوى المعارضة بما فيها قوى التغيير، لفت منيمنة الى ان الرئيس بري وبغض النظر عن انتمائه حزبيا لمعسكر الممانعة الداعم لترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، دخل مع حزب الله حلبة المواجهة المباشرة منذ ان علق جلسات انتخاب الرئيس ردا على اعتصام النائبين خلف وصليبا، في وقت كان المطلوب منه كرئيس للسلطة التشريعية، التعامل بإيجابية مع هذا الموقف، عبر اطلاق حوار داخل الهيئة العامة لمجلس النواب، ينتهي بانتخاب رئيس حيادي، انما قادر على التواصل مع كل الكتل النيابية، وفتح نقاش معها بهدف انجاز الإصلاحات المطلوبة لقيام الدولة الحقيقية.