المصدر: النهار
الكاتب: منال شعيا
الخميس 6 تشرين الثاني 2025 13:28:17
في غمرة الحديث عن أيّ مفاوضات مستقبلية، يبرز مجددا السؤال عن أهمية الخط الأزرق. فما هو هذا الخط؟ ولم أنشئ في الأساس؟ وهل بات من الماضي، أو يمكن العمل به ثانية؟
من الآخر، "الخط الأزرق لا يزال أساس المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وهو أساس القرار الأممي 1701. العمل به لا يزال ممكنا، بل إنه يشكّل أساس أيّ خطوة تفاوضية".
بهذه المعادلة يلخّص رئيس دائرة الدراسات السياسية والدولية في الجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور عماد سلامة المقاربة، ويقول إن "أيّ اتفاق مستقبلي سيكون شرط لبنان فيه الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق".في الأساس، الخط الأزرق هو الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 للفصل بين لبنان وإسرائيل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني. ليس حدوداً دولية رسمية، بل خط انسحاب تقني وضعته الأمم المتحدة للتحقق من تنفيذ القرار 425 القاضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية.
يومها، كان لا بد من ترسيم الحدود إثر الانسحاب.
يوضح سلامة: "لا يُعدّ حدوداً رسمية، وأيّ تحديد نهائي لهذه الحدود يصار إليه عادة بعد اتفاق سلام يتم بين إسرائيل ولبنان واتفاق البلدين على ترسيم الحدود".
انسحاب... فحرب
ولكن، هذا السيناريو غير قائم حاليا، فنحن لا نزال نسير بالحدود، وفق سلامة، "استنادا إلى خرائط قديمة واتفاق الهدنة عام 1949".
ويتدارك: "عند انسحاب إسرائيل في أيار/مايو 2000، قامت فرق الأمم المتحدة برسم ما سمّي "خط الانسحاب"، بالاستناد إلى خط الهدنة وبعض الخرائط القديمة التي تعود إلى ما قبل عام 1967".
عامذاك، لم يرسم الخط كحدود رسمية، بل كأداة تقنية لمراقبة مدى التزام الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وقد قبل لبنان بالخط الأزرق من حيث المبدأ، لكنه سجل تحفظات عن 13 نقطة يعتبرها ضمن سيادته الوطنية. وأبرز هذه النقاط مزارع شبعا، وقرية الغجر، ونقاط أخرى مثل بوابة البياضة ومارون الراس وعلما الشعب وكفركلا.
على مرّ الأعوام، تعرّض الخط الأزرق من الجانبين اللبناني والإسرائيلي لجملة انتهاكات، لعلّ أبرزها من الجانب الإسرائيلي، مثل "بناء الجدار الإسمنتي (2018–2019) في مواقع اعتُبرت شمال الخط الأزرق وفق تقارير الأمم المتحدة".
من الجانب اللبناني، سُجلّت انتهاكات عدة من "حزب الله" تجلّت في وجود عناصر مسلحة جنوب نهر الليطاني بما يخالف القرار 1701، إضافة إلى حفر أنفاق ومراقبة عبر الحدود، وخصوصاً بعد حرب تموز 2006.
المفصل الأساس للخط الأزرق كان بعد الحرب الأخيرة العام الفائت، والتي أعقبها اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بحيث حافظت إسرائيل على وجودها العسكري في خمس نقاط.
يعلّق سلامة: "ترى إسرئيل أن هذه النقاط ذات أهمية دفاعية موقتة، وستبقى فيها حتى استكمال الترتيبات الأمنية وضمان إبعاد "حزب الله" عن الخط الأمامي. إلا أن ثمة وجهة نظر لبنانية ترى أن هذا الوجود قد يهدف إلى تكريس احتلال جديد وإعادة رسم الخط الأزرق من طرف واحد.
بين القراءتين، وفي انتظار أيّ اتفاق مستقبلي، فإن الخط الأزرق يبقى الحد الفعلي، وإن يكن غير نهائي، ويُستخدم خطّ مراقبة للفصل بين الجانبين تحت إشراف الامم المتحدة".