المصدر: العربية
الاثنين 28 كانون الاول 2020 02:53:15
يتميّز العام الجاري 2020، والداخل في ساعاته الأخيرة، على رئيس النظام السوري بشار الأسد، بثلاث محطات رئيسية، طبعت أداءه السياسي، وتركت أثرها عليه في شكل واضح، واتخذ قرارات على إثرها، وبعضها الآخر "نغّص" عليه عيشه.
وسيطر خلاف الأسد، مع ابن خاله رامي مخلوف، على غالبية التغطيات التي تناولت نشاط الأسد، في المناطق التي يسيطر عليها. وخرج إلى العلن، خلاف الأسد - مخلوف، مع نهاية شهر أبريل الماضي، عندما ظهر رجل الأعمال في فيديوهات مصوّرة، مخاطباً الأسد، شاكياً متظلماً، ثم ظهوره، في تدوينات، وهو يهدّد ويتوعد، حينا، ثم يتراجع، ويتوسل، ثم يهدد، أحياناً.
أرهقت قصة مخلوف، الأسد، وكشفته أمام أنصاره العاجزين عن تأمين لقمة العيش، فيما أموال مخلوف، ابن خاله، تتكدس في الداخل والخارج، مع معرفة الجميع، بأنها ما كانت لتصبح ثروة، إلا بصفتها جزءا من أموال آل الأسد أنفسهم والذين كانوا سلموا قيادة تشغيل تلك الثروة، إلى محمد مخلوف، والد رامي، والذي أعلنت وفاته منذ أسابيع.
"قيصر" ينزل كالصاعقة
في موضوع متّصل، نزل دخول قانون "قيصر" الأميركي حيّز التنفيذ، كالصاعقة على رئيس النظام السوري وزوجته، أسماء الأخرس. فإضافة إلى ما كشفه صراع بشار-رامي، من أموال طائلة لآل الأسد، منتشرة في شركات اتصالات وحديد وعقارات وأموال، وغيرها، فقد أشير بالاسم والصفة والاتهام، إلى الأسد وزوجته التي أصبحت، عالمياً، من المتربحات بشكل غير شرعي، من الفساد، إثر تسميتها، عالمياً، بتلك الصفة.
ودخل "قيصر" الأميركي حيز التنفيذ، في شهر حزيران، يونيو الماضي، وتوالت العقوبات على أساسه، تنهمر على رأس النظام، فعوقب بشار، بالاسم، وابنه حافظ، وشقيقه اللواء ماهر، وشقيقته بشرى، ثم زوجته في شكل خاص، تلاها، وفي آخر دفعة أعلنتها الخزانة الأميركية، عائلة أسماء الأخرس: الأب والأم والشقيق والقريب، والشركات المرتبطة بكل هؤلاء.
ابن خال الأسد يدلي بدلوه فساداً
التراشق بالفساد، ميز هذه الفترة العصيبة على الأسد، هذه السنة. فرامي مخلوف يتهم حكومة الأسد بحماية أثرياء الحرب، وبدعم أمني، كما قال مرات عديدة. فيما رامي مخلوف نفسه، معاقب أميركيا، ثم أوروبيا، على فساده، منذ عام 2008. وجاءت العقوبات الأميركية الأخيرة، الثلاثاء الماضي، لتكشف الأسد أكثر فأكثر، فتم إيقاع العقوبات على مجمل عائلة زوجته، بحسب نص العقوبات الذي سمّاهم بالاسم.
وعلى هذا، قال مراقب لـ"العربية.نت" إن عام 2020، هو عام إشهار فساد الأسد، العام الذي حوصر فيه، بتلك التهمة، من ابن خاله رامي "الفاسد أصلاً"، إلى نصوص العقوبات الأميركية المتوالية. وقال محدّث "العربية.نت" إن الأسد سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة، وهو وجميع أفراد أسرته وزوجته ونظامه، خاضعون للعقوبات، و"مفضوحون" أمام الجميع، وعلى هذا، يقول: "إن الفساد هو الذي سيفوز بانتخابات الرئاسة السورية عام 2020".
رامي مخلوف، وعقوبات قيصر، لم يكونا السمتين البارزتين اللتين طبعتا عهد الأسد، في السنة الجارية، بل كان التوجه الروسي، لإحداث تغيير جذري، في سلوك النظام، تماشيا من موسكو، مع التوجهات الدولية التي تشدد على تطبيق القرار 2254، كمدخل لحل الأزمة السورية، السمة التي قضّت مضجع الأسد، في أيام متتالية، بدأت مع شهر أبريل الماضي.
تسريبات روسية قضّت مضجع الأسد
وأحدثت التسريبات الروسية، هزة غير مسبوقة بنظام الأسد، فقد تحدثت تلك التسريبات عن "عجز" الرجل وفساد نظامه، هو الآخر، كما أشارت بعض تلك التسريبات التي بدأت بالظهور، مع شهر أبريل الماضي، وجاءته الضربة من المكان غير المتوقع.
تحليلات كانت قالت إن هذه التسريبات، لا تعبر عن موقف الإدارة الروسية، بحسب ما ركز إعلام النظام، في ردود أفعاله الأولى على التسريبات التي هزّت كيانه بحسب مراقبين. إلا أن استمرار تلك التسريبات بالتسرّب، أخرجت الأسد من صمته ولا مبالاته المصطنعة، فأوعز لأحد نوابه في البرلمان، ويدعى خالد العبود، بتهديد الرئيس الروسي بوتين، والقوات الروسية المنتشرة في اللاذقية، بقاعدة حميميم الجوية، منذ عام 2015 وكانت تعمل أصلا على منع نظام الأسد من السقوط الوشيك.
الأسد يهدّد روسيا على لسان عضو برلمانه
وتوجه العبود المذكور، في شهر مايو الماضي، بتهديد فيسبوكي صريح للقوات الروسية، خاصة في "جبال اللاذقية" وهددها بحريق يطالها، في تلك المنطقة، متوعدا بما سمّاه "إشعال جبال اللاذقية ضد المحتل الروسي" كفرضية منه، ردا على "فرضيات" روسية تناولت مصير الأسد، وإمكانية رحيله، كبوابة لحل واسع وفوري، في سوريا.
وسبق وقال مصدر لـ"العربية.نت" إن الأسد نفسه، هو الذي أوعز لعضو برلمانه، بتهديد القوات الروسية، بهذه اللغة التي تنطوي على تهديد أمني خطير "ما كان يملك الجرأة على التفوه بجزء منه، لولا أن جهات أمنية أساسية بالنظام، أمَرته بذلك".
إلى ذلك، يكون الأسد في عام 2020، موصوفا بالفساد، هو وعائلته وزوجته وعائلتها، في خليط من المواقف غير المباشرة التي صدرت من أرض حليفه الروسي وهدّدت نظامه في الصميم عندما تحدثت عن مصيره، ثم من العقوبات الأميركية المتوالية بحسب قانون "قيصر"، وكذلك من تهديدات وتلميحات ابن خال الأسد نفسه، رامي مخلوف المعاقب على فساده هو الآخر، والذي لا يزال يتوجه للنظام، بالقول إن "أثرياء الحرب" في سوريا، يتلقون مختلف أشكال الدعم من النظام، على حسابه، كما قال ويقول.