53 وزيراً استقالوا من حكومة جونسون.. فهل يتنحى؟

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية )بي.بي.سي) اليوم الخميس أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيعلن استقالته، بعد أن تخلى عنه وزراء معينون حديثا وأكثر من 50 وزيرا ومسؤولا بالحكومة في تمرد جعل الحكومة مهددة على نحو متزايد بخطر الشلل.

وذكرت تقارير إعلامية أنه مع رحيل ثمانية وزراء، من بينهم اثنان من وزراء الدولة تقدما باستقالتهما في الساعتين الماضيتين، وشعور جونسون المتزايد بالعزلة، يبدو أنه لا مفر أمام رئيس الوزراء سوى أن يستسلم لمصيره ويعلن تنحيه في وقت لاحق اليوم.

وقال كريس ماسون المحرر السياسي في (بي.بي.سي) إن "بوريس جونسون سيستقيل من منصب زعيم حزب المحافظين اليوم".

وبعد أيام من القتال للحفاظ على منصبه، تخلى معظم حلفاء جونسون عنه باستثناء قلة قليلة. وكان المشهد مغايرا تماما عما كان عليه الحال عام 2019 عندما تولى جونسون (58 عاما) السلطة مدعوما بأغلبية كبيرة بعد أن فاز بأصوات في مناطق من بريطانيا لم تكن قد دعمت حزب المحافظين من قبل.

وحتى وزير المالية ناظم الزهاوي الذي عُين يوم الأربعاء فحسب دعا رئيس الحكومة إلى الاستقالة.

وكتب على تويتر "هذا وضع غير قابل للاستمرار وسيزداد سوءا بالنسبة لك ولحزب المحافظين - والأهم من ذلك - للبلد كله". وأضاف "يجب أن تفعل الشيء الصحيح وترحل الآن".

البرلمان

أما في جلسة البرلمان التي عقدت أمس للرد على الأسئلة، فكافح العديد من أعضاء حزب جونسون لكتم ضحكاتهم عندما سخر آخرون منه.

كما حاول وزراء في حكومته إخفاء ابتساماتهم حين سخر منها زعيم حزب العمال المعارض.

وتعرض ساكن داوننع ستريت لانتقادات شديدة مما تسمى لجنة الاتصال، حيث استجوبه كبار السياسيين بشأن سلوكه السابق، ودوافعه وبعض الفضائح التي شكلت جزءا كبيرا من فترة ولايته، وهزت أركان حكومته، حتى بدأت بالتداعي!

تحرش واغتصاب وأفلام إباحية

فقد انتقد العشرات نزاهة جونسون علناً بعد أن اضطر للاعتذار على تعيين مشرع في دور يتعلق بانضباط الحزب، متغاضياً عن أن هذا السياسي كان محور شكاوى تتعلق بسوء سلوك جنسي.

كما ضربت فضيحة الحفلات بقوة رأس الحكومة البريطانية، حيث تكشفت عدة حفلات أقامها في مكتبه ومقر إقامته في انتهاك صارخ لقوانين الإغلاق الصارمة المتعلقة بكوفيد-19 التي فرضت على مدى أشهر طويلة في البلاد سابقا.

كذلك تعرض حزبه لفضائح جنسية عدة، من تحرش أحد النواب المحافظين بقاصر، مرورا بمشاهدة آخر لأفلام إباحية خلال جلسات تشريعية، وصولاً حتى إلى الاغتصاب!

لكن على الرغم من كل تلك الفضائح والدعوات المتزايدة لاستقالته، أكد جيمس دودريدج، وهو نائب عن حزب المحافظين ومساعد مقرب لجونسون، أن الزعيم البريطاني "مستعد للقتال" والصمود.

عكس ما يشتهيه

إلا أن الرياح قد تجري عكس ما يشتهيه جونسون، إذ سيواجه خلال الأيام المقبلة تصويتاً على الثقة من المشرعين في حزبه إذا اتفقوا على تغيير قواعد الحزب التي تسمح فقط بتحرك واحد كهذا في العام.

فقد يتغير كل شيء عندما تجري لجنة 1922، التي تضع القواعد التي تنظم تصويت حجب الثقة، انتخابات لمجلسها التنفيذي قبل تغيير القواعد للسماح بتصويت ثان بشأن زعامته، لاسيما أن جونسون كان فاز بصعوبة في تصويت مماثل الشهر الماضي.

نهج قتالي وفوضوي

يشار إلى أن الرجل الخمسيني كان وصل إلى السلطة قبل نحو ثلاث سنوات، ووعد بتحقيق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإنقاذها من المشاحنات المريرة التي أعقبت الاستفتاء على خروجها من التكتل عام 2016.

ومنذ ذلك الحين، دعم بعض المحافظين بحماس الصحافي السابق ورئيس بلدية لندن بينما أيده آخرون، رغم وجود بعض التحفظات، لأنه كان قادرا على استمالة قطاعات من الناخبين الذين كانوا يرفضون حزبهم عادة. ثم تأكد ذلك لاحقاً في انتخابات كانون الأول 2019.

لكن نهج إدارته القتالي والفوضوي في الحكم في كثير من الأحيان وسلسلة من الفضائح استنفدت رضا العديد من نوابه، دفعت العديد من المؤيدين للتخلي عنه.

فقد أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أنه لم يعد يحظى بشعبية لدى عامة الشعب.