رسالة انسانية كبيرة في المونديال: حوار بين القطري غانم المفتاح والممثل الأميركي مورغان فريمان

بدا الحوار الإنساني بين الشاب القطري غانم المفتاح والممثل الميركي الشهير مورغان فريمان على أرض ملعب البيت في افتتاح كأس العالم 2022، رسالة إنسانية كبيرة، دفعت كثيرين للسؤال عن الشاب الذي خاطب مورغان والعالم بآية قرآنية. 
وظهر في الفيديو مورغان وهو يجلس أرضاً ليتحدّث مع الشاب القطري وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتبادل فريمان الحديث مع غانم المفتاح حول تصحيح المفاهيم المغلوطة حول ازدواجية المعايير وكيفية إطلاق الأحكام المتسرعة، وتضمن الحوار الذى دار بينهما إشارة واضحة إلى الآية القرآنية: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، التى وحدت الجسر بين الطرفين لملء المسافات بين الشرق والغرب.


من هو غانم المفتاح؟

وبرز اسم المفتاح في الأشهر الستة الماضية، باعتباره واحداً من الأسماء الملهمة والمؤثرة في قطر والعالم، على الرغم من أنه وُلد بنصف جسد. فهو مصاب منذ ولادته في العام 2002، بمتلازمة "التراجع الذيلي".

وفي الأيام الأولى من أبريل/نيسان 2022، أعلنت اللجنة العليا لمونديال قطر تعيين المفتاح، سفيراً رسمياً للبطولة، التي تُقام للمرة الأولى في العالم العربي.

وذكر موقع "عربي بوست" أن المفتاح لم يخفِ فرحته وفخره الشديدين بهذا الاختيار، وذلك بنشر تغريدة قصيرة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر". 

وكتب المفتاح: "إنه لشرف كبير لي أن أعلن أنه تم اختياري سفيراً رسمياً لبطولة كأس العالم فيفا 2022، وأتطلع إلى مشاركتكم معي الحماس والإثارة في طريقنا نحو البطولة".

كما نشر يومها مقطع فيديو ظهر فيه مع جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وعلّق عليه: "شكراً لهذا التشريف والثقة، وشكراً للميدالية الذهبية التي منحتموني إياها، إنه لشرف عظيم أن أعمل إلى جانبكم".

وسعى غانم المفتاح كثيراً من أجل تحفيز أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقام بتأليف عدة كتب، ونشر العديد من المنشورات ذات العلاقة، حسب ما ذكر "عربي بوست"، علماً أن أهم ما ألّفه المفتاح كتاب "غانم الرابح دائماً"، والذي تكفل بطباعته المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر.

وتجاوز عدد متابعي الغانم، البالغ من العمر 20 عاماً، على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" حاجز الثلاثة الملايين متابع.

وعمل مفتاح الغانم سفيراً للنوايا الحسنة في مؤسسة أيادي الخير لنحو آسيا في عام 2015، كما شارك في منتدى الأمم المتحدة للشباب.

يُشار الى ان متلازمة "التراجع الذيلي" هي اضطراب خلقي نادر يحدث نتيجة عدم تكوّن الجزء السفلي من العمود الفقري بشكل كامل قبل الولادة. ويصيب هذا المرض شخصاً واحداً من بين 25 ألف، وعليه فإن القطري غانم المفتاح عاش حياته بنصف جسد بعدما فقد جزءاً كبيراً من عظامه بسبب المتلازمة. 

وبدون أطراف سفلية، واصل المفتاح حياته متنقلاً باستخدام يديه وعلى كرسي متحرك، درس واجتهد وتعلّم، حتى أصبح واحداً من الأشخاص الفاعلين في المجتمع القطري، ثم العالم.
وقال الغانم في أحد مقاطع الفيديو: "منذ صغري تعلمت التصالح مع ذاتي، ومع الأشياء التي لا أقدر على تغييرها، لذا تصالحت مع جسمي، تصالحت مع شكلي".

وأضاف: "بفضل الله وصلت إلى قناعة بأن الله- سبحانه وتعالى- خلقني في أحسن تقويم، وأن آلامي وأوجاعي أداويها بالصبر والحمد والدعاء".

وأوضح الغانم: "التصالح مع الأشياء التي لا نستطيع تغييرها قوة وليس ضعفاً، سعادة وليس شقاء، أمل وليست ألماً، لقد تقبلت جسمي وأحمد الله عليه".