المصدر: القبس
الأربعاء 24 أيار 2023 01:16:23
وسط تعثّر المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران، منذ سبتمبر الماضي، وتخلي طهران عن الكثير من التزاماتها، عاد الملف إلى الواجهة بقوة، حيث تلاحقت التطورات بشأنه، وظهرت ثلاثة مؤشرات، أثارت تساؤلات حول احتمالية تعرض البرنامج النووي الإيراني لهجوم عسكري، خاصة مع ما يقال عن بلوغ إيران مرحلة حساسة في تخصيب اليورانيوم، بنسبة تمكّنها من صناعة القنبلة النووية.
المؤشر الأول كان مطلع هذا الشهر، حيث نشر الجيش الأميركي، صوراً لقنبلتين من طراز GBU - 57 «مخترق الذخائر الهائلة»، المصممة لتدمير منشآت تحت الأرض، يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم.
ونُشرت الصور على صفحة «فيسبوك» الخاصة بقاعدة وايتمان الجوية في ميسوري، وقالت القاعدة إنها تلقت القنبلتين لإجراء اختبار، قبل أن تحذف الصور، لأنها -على ما يبدو- كشفت تفاصيل حساسة حول تركيبة السلاح وقوته.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها سلاح الجو الأميركي صوراً أو مقاطع فيديو للقنبلة، خلال التوترات مع إيران بشأن برنامجها النووي، فعام 2019، نشر فيديو لقاذفة B - 2 تسقط قنبلتين من ذلك الطراز.
عمق غير مسبوق
المؤشر الثاني كان قبل يومين، حيث نشرت وكالة أسوشييتد برس صور أقمار اصطناعية من شركة بلانيت لابز، لأحدث الأعمال، في منشأة نووية تبنيها إيران منذ عام 2020 جنوب طهران، لنقل منشأة نطنز لأجهزة الطرد المركزي إليها.
وأظهرت الصور أن المنشأة الجديدة، لها مواصفات نوعية، منها أن حجمها الكبير يشير إلى أنها ستُستخدم أيضاً لتخصيب اليورانيوم، وأنها تحت الأرض بنحو 100 متر، ما يعني -على الأرجح- أنها ستكون خارج نطاق السلاح الأميركي، المصمم لتدمير مواقع مثل «فوردو»، التي تقع تحت الأرض بنحو 60 متراً.
وكانت منشأة فوردو، ومثيلاتها من المنشآت الموجودة تحت الأرض، دفعت الولايات المتحدة إلى صنع قنبلة GBU- 57.
وبحث مسؤولون عسكريون أميركيون استخدام قنبلتين متتاليتين من طراز GBU - 57 لضمان تدمير المنشأة الجديدة، حال قررت أميركا ذلك.
تصعيد اسرائيلي
المؤشر الثالث كان تهديد اسرائيل بعمل عسكري ضد «نووي» إيران، فأمس، قال رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبي إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيحصل على دعم لضرب منشآت إيران النووية، إذا استُنفدت كل الطرق.
وفي كلمة خلال مؤتمر «هرتسليا 2023» بجامعة «ريخمان»، أضاف أن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 90 % يُعدّ خطاً أحمر، مشيراً إلى أن واشنطن تعتقد أن الحل الدبلوماسي وارد لثني إيران عن مشروعها النووي، لكن اسرائيل تشكك في ذلك.
وكانت وكالة أسوشييتد برس نقلت عن البيت الأبيض تأكيده أن الدبلوماسية أفضل طريقة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، لكنه استدرك: «لكن لم نتخل عن باقي الخيارات».
وأفاد موقع «والا» العبري سابقاً بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اقترحت على اسرائيل البدء بتنفيذ «تخطيط عسكري مشترك» بخصوص إيران.
ولفت هنغبي إلى أن اسرائيل على علم بالمنشأة النووية التي أقامتها إيران تحت الأرض، قرب موقع نطنز، مردفاً: «لا مكان لا يمكن الوصول إليه».
من جهته، أفاد رئيس الأركان في الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي: «هناك تطورات غير جيدة في إيران قد تؤدي إلى عملية عسكرية. إيران تقدمت في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى»، مهدداً: «لدينا القدرة على ضرب إيران».
أما وزير الدفاع يوآف غالانت، فهدد بأن كل الخيارات يجب أن تكون على الطاولة، لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، محذراً في الوقت ذاته طهران من ثمن باهظ حال زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90 %.