أزمة مقاتلي حماس في أنفاق رفح تهدد بنسف خطة ترامب

بات مصير مقاتلي حماس المحاصرين خلف الخط الأصفر في رفح يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بسبب الخلافات المتزايدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، حسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة، اليوم الخميس، إن الخلاف حول المقاتلين الذين يقدرون بـ200 شخص سلّط الضوء على المخاطر المحتملة الأوسع للاتفاق، بما في ذلك القضية الشائكة المتمثلة في نزع سلاح حماس، والإحباط الإسرائيلي من  التدخل الأمريكي في الأمن القومي للبلاد.

وقال مسؤول مصري سابق مطلع على مفاوضات وقف الحرب للصحيفة،: "خلاصة القول هذه المشكلة قد تهدد اتفاق غزة، لكن الضغط الأمريكي مستمر".
وأضاف المسؤول، الذي رفض كشف هويته، إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، الذي يزور إسرائيل هذا الأسبوع، ضغط من أجل التوصل إلى حل. وأكد أن الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بالامتناع عن قتل مسلحي حماس، لأن ذلك "سينسف اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي يُدمر خطة ترامب".
وبالنسبة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تُعدّ فكرة السماح للمقاتلين العالقين بالمرور الآمن "مُثيرة للاشمئزاز ومحفوفة بالمخاطر السياسية"، بحكم سابقة اشتباك المسلحين مع القوات الإسرائيلية، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود، وفقاً للجيش الإسرائيلي، الذي ردّ بغارات جوية عقابية أسفرت عن مقتل ما يقرب من 150 مدنياً فلسطينياً.

"قضية حقيقية"
وقال يوسي كوبرفاسر، العميد الإسرائيلي المتقاعد، الذي يرأس معهد القدس للاستراتيجية والأمن: "سيكون الأمر صعباً على نتانياهو.. إن تركهم يفلتون من العقاب فلن يحظى بشعبية".

وفي إسرائيل، لا معنى لفكرة نزع سلاح المقاتلين المحاصرين في الأنفاق إلا إذا كانت جزءاً من جهد أوسع لنزع سلاح حماس، وقال كوبرفاسر: "إذا لم يكن ذلك في سياق استعداد أوسع للتخلي عن أسلحتهم، فلماذا نسمح لهم بالعودة؟".

كما استغل سياسيون من اليمين المتطرف، بمن فيهم أعضاء في حكومة نتانياهو، المناقشات، وأوضحوا معارضتهم للتفاوض على إطلاق سراح المقاتلين، حيث وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المحادثات بأنها "جنون مُطلق".

بدورها، تعهدت حماس بأن مسلحيها المحاصرين لن يستسلموا للقوات الإسرائيلية. وأضاف المسؤول المصري السابق أن الحلول المحتملة تشمل نزع سلاح المقاتلين، قبل نفيهم إلى بلد ثالث. 
ويقول محللون، إن المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون أكثر صعوبة في التنفيذ، خاصة في ظل تعثر تنفيذ بعض بنود المرحلة الأولى كاستمرار إغلاق إسرائيل لمعبر رفح، وعدم تسليم حماس لجميع جثث الرهائن.  

وقالت الصحيفة، إن الصراع المستمر على المقاتلين المحاصرين يعد اختباراً لكيفية تطور التنفيذ، ومؤشر على مدى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها على نتانياهو للدفع بخطة ترامب قدماً.