أسلحة إسرائيلية في اليونان وباتريوت يونانية في السعودية فهل يهرب أردوغان الى سوريا؟

أُعلِنَ قبل أيام عن "أكبر صفقة" دفاعية، وقّعتها إسرائيل واليونان، بموجب عقد قيمته نحو 1.65 مليار دولار. وهي مهمّة لأثينا، تمنحها نقاطاً في وجه أنقرة، و(الصّفقة) تقوّي حضور تل أبيب على الشواطىء الأوروبيّة للمتوسّط، بعد تعزيزه على سواحل الخليج العربي شرقاً، بموازاة الحضور الإسرائيلي في البحر الأحمر. فهل أفصح الجنرال التركي المتقاعد أردوغان قره قوش، عمّا هو موجود في الفكر التركي الرسمي، تجاه التصاعُد اليوناني، العسكري والإقتصادي؟ 

ضدّ تركيا

فهو أشار الى أن الصفقة الدفاعية المُبرَمَة بين اليونان وإسرائيل، تهدف إلى تعزيز القوّة الجويّة اليونانية ضدّ تركيا، متحدّثاً عن أن الغرب يستهدف تركيا وروسيا في الوقت الراهن، وعن أن تسليح اليونان يصبّ في هذا الإطار، لأن وجود روسيا في سوريا يمنع مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، داعياً الى تعزيز التعاون الروسي - التركي في وجه التحالف الإماراتي - اليوناني  - الإسرائيلي. 

مع الأسد؟

كما تحدّث الجنرال التركي عن قاعدة عسكرية أميركية في اليونان، على بعد 30 كيلومتراً من الحدود مع تركيا، تهدف الى مَنْع القوات البرية التركية من تنفيذ أي عملية، و(تحدّث) عن أبراج مراقبة يونانية ترصد الداخل التركي لمسافة 15 كيلومتراً، وتعزيز القوة الجوية اليونانية ضد تركيا، وتزويد إسرائيلي لليونان برادارات لمراقبة الصواريخ الباليستية، داعياً الى ضرورة اتفاق تركيا مع الرئيس السوري بشار الأسد في أقرب وقت ممكن، لتفادي المخاطر التي تواجهها.

2030

فماذا عن أوجه التعاون الجديدة بين اليونان والسعودية أيضاً، وعن نشر بطاريات "باتريوت" يونانية في السعودية، والبحث بمشاركة أثينا في تنفيذ رؤية 2030؟ 

لم يتغيّر

أشار النائب السابق عماد الحوت الى أن "حديث الجنرال التركي المتقاعد عن ضرورة اتّفاق تركيا مع الأسد، لا يؤخَذ على أنه كلام الدولة التركية، أو الحكومة التركية، أو الجيش التركي، لا سيما أن انتماءات وميول ضباط وجنرالات الجيش التركي، متشابكة. وبالتالي، تصريحاته لا تعبّر بالضّرورة عن مسار تعكسه الخيارات التركية الرسميّة في هذا الإطار، لا سيّما أن الموقف التركي الرسمي من الأسد واضح، وهو لم يتغيّر رسمياً حتى الساعة".

ورأى في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "تعزيز العلاقات بين اليونان والكيان الصهيوني، ناتج عن مشروع مدّ أنابيب الغاز من فلسطين المحتلة باتّجاه أوروبا، عبر اليونان. وهذا هو مبرّر التقارُب بين الطرفَيْن، الذي يصبّ في إطار الصراع على غاز شرق المتوسط، والذي سينعكس سلبياً على تركيا من جهة، وعلى زيادة التوتّرات عموماً، من جهة أخرى، إذ إن تلك الأنابيب تمرّ في المياه الإقليمية التركية، بعد ترسيم الحدود مع ليبيا". 

أثينا - الرياض

وعن التقارُب اليوناني - السعودي، اعتبر الحوت أنه "ليس مؤشّراً على شيء محدّد بَعْد، خصوصاً أن السعودية انفتحت على الأتراك مؤخّراً، وبدأت مرحلة من تحسُّن العلاقات بين الرياض وأنقرة. ومن غير المُرجَّح أن تصعّد السعودية في وجه الأتراك عبر اليونان".

ولفت الى أن البحث بالمشاركة اليونانية في تنفيذ رؤية 2030 السعودية، "تأخذ في الاعتبار أن تجربة اليونان الإقتصادية ليست مشجّعة، بعد الإنهيار الإقتصادي الذي عانت منه، والذي لا تزال تعاني من ذيوله. وبالتالي، اليونان ليست دولة تُستَشار في الأبعاد الإقتصادية، وهي ربما تسعى الى إظهار أنها قادرة على نَسْج تحالف في وجه الأتراك، وذلك رغم الحوار اليوناني - التركي، برعاية من الإتحاد الأوروبي". 

حاجة

وأكد الحوت أن "الواقع الجغرافي لتركيا يُبقيها الخيار رقم 1 بالنّسبة الى "حلف شمال الأطلسي".

وختم:"تركيا نقطة وصل بين آسيا وأوروبا، وهي على الحدود الجنوبيّة لجمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق. وبالتالي، هي حاجة جغرافيّة لـ "الناتو"، لا يُمكن الإستعاضة عنها بنقل بعض القواعد العسكرية الى اليونان".