أطفال بلا مدارس في مراكز الإيواء.. ومناشدة لإنقاذهم!

يوم أمس انطلق  العام الدراسي في المدارس الرسمية وفق خطة وزارة التربية، بعد تأخر لـ 6 أسابيع بفعل الاوضاع الامنية والحرب التي تشنها اسرائيل على حزب الله . وينقسم التعليم استنادا الى الخطة الى ثلاثة أقسام، أولاً، المدارس والثانويات الرسمية غير المعتمدة مراكز ايواء وموجودة ضمن مناطق آمنة، تعتمد التعليم الحضوري فقط، لثلاثة ايام متواصلة في الاسبوع. ثانياً، المدارس والثانويات الرسمية المعتمدة مراكز ايواء وموجودة ضمن مناطق آمنة، تعتمد التعليم الحضوري في احد ابنية المدارس او الثانويات الرسمية والخاصة المجاورة ودور المعلمين، لمدة ثلاثة أو خمسة أيام، حسب الحصص. ثالثاً، المدارس والثانويات الرسمية المقفلة لاسباب امنية، تعتمد التعليم من بعد.

عمليا بدأ التدريس بشكل فعّال وطبيعي في كل المدارس الخالية من النازحين، البالغ عددها 330 مدرسة في جميع المناطق، علماً ان عدد الطلاب المسجلين في التعليم الرسمي يبلغ نحو 220 ألف طالب في مراحل التعليم الأساسي، والمتوسط، والثانوي. لكن في المقابل ثمة أطفال لم يتسنَّ لهم الالتحاق بأي مدرسة ولا تسمح ظروفهم بالالتحاق بالتعلم عن بعد لغياب الاجهزة الالكترونية التي تمكنهم من ذلك. فماذا عن هؤلاء؟

المشرف العام على مركز ايواء النازحين في العازرية في وسط بيروت أحمد صوفان يقول لـ"المركزية" في هذا الشأن: "لم يلتحق أي طفل من مركزنا بمدرسة، لأن الأكثرية منهم نزحوا من الجنوب والبقاع" مشيرا الى ان "العازارية من أكبر مراكز الايواء في لبنان ويضم المبنى 2700 شخص، منهم نحو 300 تلميذ. هؤلاء الاطفال لم يلتحقوا بأي مدرسة ولا يمكن ان نؤمن لهم  التعليم عن بعد  والانترنت، خاصة وأن أكثرية العائلات في المركز قدرتها المادية ضعيفة، لا تستطيع تأمين مستلزمات الاونلاين".

ويضيف: "أفرغت قاعة في المركز وجهّزتها بكراسي وأحاول تأمين جهاز عرض بصري "بروجكتور" كي نتمكن قدر الإمكان من إبقاء التلامذة في أجواء الدرس. أحاول ان أقدّم لهم أقلّه معلومات ثقافية وعلمية مفيدة ولو بشكل رمزي كي يبقوا في أجواء المدارس. وفي المركز 5 اساتذة نازحين، نعمل معاً على تقديم ساعات دورية تثقيفية، ونعرض أفلاما ثقافية للكبار منهم، وفيديوهات للصغار عن تعلّم أسماء الحيوانات والفواكه مثلاً".

ويقول صوفان: "أتابع قدر المستطاع، لكنني أسعى للاستمرارية وأتواصل مع الاساتذة المتواجدين في المركز لأرى هل سيستمرون في هذه المهمة أم سيملّون، كونهم يقدّمون كل هذا بشكل تطوعي من دون مقابل. لا يمكن الضغط عليهم، فهم نازحون أيضاً ولديهم عائلات ويواجهون الضغط النفسي. لذلك، أسعى لتأمين عدد آخر من الاساتذة المتطوعين لمساعدتهم في المهمة".

ويختم صوفان مطلقاً صرخة لمساعدة الأطفال ويقول: "لم يزرنا أحد من وزارة التربية لنرى ما يمكن فعله او لطرح آلية ما او للتنسيق والتعاون. لكن في المقابل، أتواصل مع المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر لمتابعة الموضوع، وسأزوره في اليومين المقبلين، لنرى هل بإمكاننا اعتماد آلية معينة لهؤلاء الأطفال لتأمين حدّ أدنى من التعليم لهم. ونتمنى ان يعطينا أي فكرة او صيغة لنسير في ضوئها، ويكون عملنا بالتنسيق مع وزارة التربية".