أطماع تركيا شرقي المتوسط.. ثروات كبيرة وموقع استراتيجي

تراهن تركيا بشدة على منطقة شرق البحر المتوسط، وسط تساؤلات حول الدوافع التي تقود أنقرة إلى خوض مغامرة محفوفة بالمخاطر من أجل تأمين موطئ قدم في هذه المنطقة الحيوية.


ويرى خبراء أن تركيا حاولت أن تحظى بنفوذ في شرق البحر الأبيض المتوسط، منذ أن كشفت هيئة المسح الجيولوجية الأميركية عن وجود موارد مهمة في هذه المنطقة.

وأكدت دراسة أميركية وجود مخزون مهم من الطاقة في شرق المتوسط، وقدّرت هذه الثروات بأكثر من 3 آلاف مليار متر مكعب من الغاز، فضلا عن مليار و700 ألف برميل من النفط.

وتأتي أهمية هذه الثروات في المتوسط في الوقت الذي تعتمد فيه تركيا بشكل كبير على الاستيراد، فتتجاوز فاتورة الطاقة الخاصة بالبلاد 40 مليار دولار، وبالتالي، فإن الحصول على موارد في شرق المتوسط من شأنه أن يعفي أنقرة من عدة أعباء مالية.

وفي المنحى نفسه، تحاول تركيا أن تسيطر على طريق نقل موارد الطاقة من الشرق الأوسط وبعض دول آسيا باتجاه أوروبا، رغم حثّ عدة دول أنقرة على ضبط النفس.

أما على المستوى العسكري، فتريد تركيا أن تكون حاضرة في منطقة تحولت إلى نقطة تسترعي اهتمام العالم وتشهد عددا كبيرا من المناورات العسكرية.

لكن هذا الطموح التركي، لا يجري في إطار القانون الدولي، بحسب خبراء، وهو ما ينذر بنتائج عكسية، لاسيما أن عددا من العواصم الأوروبية تفكر في فرض عقوبات على أنقرة.

تصعيد تركي

ويوم السبت، أعلنت تركيا، عزمها إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع شمال قبرص، وأشارت أنقرة إلى أنها ستجري المناورات مع جمهورية شمال قبرص غير المعترف بها دوليا اعتبارا من الأحد.

وتجري المناورات تحت اسم "عاصفة البحر الأبيض المتوسط"، وستستمر لخمسة أيام.

وذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن المناورات تهدف لتطوير التدريب والتعاون المتبادل.

وتأتي المناورات وسط توتر متصاعد في شرقي المتوسط، بين تركيا من جهة، واليونان وقبرص من جهة أخرى.

وندد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، بما وصفه السلوك التركي غير الشرعي في شرق المتوسط، مؤكدا أن أنقرة تعمل على زعزعة الاستقرار والسلام في المنطقة.

وجاءت تصريحات المسؤول اليوناني في ختام محادثات أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال دندياس عقب اللقاء، إنه ناقش أيضا مع المسؤول الدولي، مستقبل المشكلة القبرصية، وتطوّر الأمور بعد انتخابات القبارصة الأتراك.