المصدر: Kataeb.org
السبت 30 أيار 2020 13:36:35
رأى الخبير الإقتصادي والإعلامي ألبير كوستانيان أنّ النظام اللّبناني القائم على التسويات قد فشل وهو غير قادر على إنتاج طبقة سياسية أفضل. كما أن لبنان هو بلد مركّب من مجموعات ثقافية وتاريخية وطوائف عديدة لا يمكن إلغاؤها عبر قيام دولة مدنية مطلقة دون إعطائها ضمانات كما يطرح البعض. ولفت الى انه علينا اليوم بدء البحث بتطوير النظام حيث لا يمكن أن نبحث بأي مشكلة كالفساد والنفايات دون العودة الى أساس المشكلة وهي النظام السياسي.
كوستانيان شدد على أن الفيديرالية المناطقية معطوفة على حياد لبنان تشكّل الحلّ لهذه الأزمة حيث يجب أن تقوم على صلاحيات واسعة تناط بالمناطق وتعتمد على إبقاء قسم من الموارد في الصندوق المحلّي قبل إرسال ما تبقّى الى الصندوق المركزي لإعادة توزيعه على المناطق.
وأكّد على أن النظام الفيديرالي لا يقوم على توزيع القرى على أساس طائفي كما يدّعي الذين لا يفهمون معنى الفيديرالية وهي النظام المعتمد في كلّ البلدان ذات التكوين التعدّدي، بل إنّ ما نعيشه اليوم هو فيديرالية طوائف مرتكزة على ما يعرف بالميثاقية التي تعطي كلّ طائفة ومذهب حقّ الفيتو.
كلام كوستانيان جاء خلال استضافته في برنامج "شباب صنع لبنان" الذي يعرض على صفحة الفايسبوك الخاصة بإقليم المتن الكتائبي، حيث تطرّق الى مسيرته المهنية وانتقاله من الإقتصاد الى الإعلام. وفي هذا السياق، اعتبر أن على كلّ فرد أن يكون حاضرا لأي فرصة وأن يتقن العمل الذي يقوم به لتفتح له مجالات عديدة. كما أوضح أن برنامج 2030 هو برنامج جدّي عكس الحوارات السياسية التقليدية التي تقوم على خلافات الضيوف وقد سئم منها الشعب اللبناني.
وتابع:"إنّ برنامج 2030 يطرح حلول للمشاكل التي نعاني منها وهذه الحلول يقدّمها شباب وخبراء برعوا في مجالهم ويتمّ تسليط الضوء على عملهم خلال استضافتهم."
في الشق الإقتصادي، لفت كوستانيان إلى أنّ لبنان مرّ بأزمات أخطر من تلك التي يمرّ بها حاليّاً وكاد أن ينتهي كما حدث خلال الحرب العالمية الأولى حين مات وهاجر أكثر من ثلث اللبنانيين. واعتبر أنّ هناك الكثير من الإيجابيات في ما يجري حيث أن النظام الإقتصادي المهترئ قد انتهى وهنا لا بدّ من قيام نظام جديد سوف يفتح الكثير من الآفاق والمجالات خصوصاً بعد تحوّل لبنان القصري الى الانتاج المحلّي مع تقلّص القدرة على الإستيراد و إنّ هذه الإزمة هي نقطة تحوّل صعبة سوف تمتدّ على عدة سنوات لكن لا بدّ أن يقوم بعدها نموذج جيّد.
وعند سؤاله عن خطّة الحكومة الإنقاذية، قال:" أنّ الشق المالي في الخطّة جيّد حيث أنّ الحكومة أقرّت بالخسائر لكنّ الشق الإقتصادي فيها فهو لا يتعدّى كونه حشو."
ورأى أنّ الطريق الى صندوق النقد الدولي لن يكون سهلاً فالمجتمع الدولي يعي تماماً أنّ الدولة اللبنانية غير جديّة وغير قادرة على ضبط أسباب الإفلاس الأساسية وهي: التوظيف العشوائي، التهرّب الضريبي والتهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية.
أما عن الثورة والتغيير، فقد اعتبر كوستانيان أنّ مطلب الإنتخابات النيابية المبكرة هو الحلّ للمعضلة التي نعيشها فالطبقة الحاكمة باتت فاقدة الشرعية، لكن آلية الوصول لهذه الإنتخابات صعبة وتحتّم ضغط شعبي كبير رغم أنّ البنانيين مستعدون للتغيير شرط توفّر البديل القوي الذي يفرزه تحالف متين للقوى المعارضة.
في الختام أكّد كوستانيان أن اللبنانيين يطمحون دائماً للأفضل ولأكثر ممّا تقدّمه لهم دولتهم. ورأى أنّهم لم يعتادوا على العمل معاً وقال انّه يحلم بأنّ يفجّر لبنان طاقاته بعد تأمين المساوات بين كافة أطياف المجتمع وإعادة توزيع الأوراق، فنحن لدينا جميع المقوّمات وما ينقصنا هو نظام وطبقة سياسية تسمح لنا ببناء هذا البلد. كما توجّه لشباب لبنان وحضهم على النضال والتواصل والمثابرة لبناء وطنهم.