ألوية ذكاء اصطناعي إسرائيلية.. تحوّل إستراتيجي في المواجهة ضد إيران وحزب الله

كشف الجيش الإسرائيلي عن تغييرات جوهرية يقودها رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، اللواء أفيعاد داغان، من شأنها إعادة تشكيل سيناريو المواجهة المقبلة مع إيران وحزب الله في لبنان. 

وتشمل هذه التحولات، بحسب موقع "والا" الاسرائيلي إنشاء ألوية متخصصة بالذكاء الاصطناعي والطيف الإلكتروني، واستعراض قدرات هجومية بعيدة المدى تمتد حتى عمق طهران، إضافة إلى دمج تقنيات متقدمة في إدارة المعركة.

وقال الموقع  إن شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كشفت عن سلسلة تطورات وعمليات يتوقع أن تُحدث تأثيرًا واسعًا على بنية الجيش الإسرائيلي وأسلوب عمله.

 وتضم الشعبة أربع وحدات رئيسية: شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القتالية العملياتية، وشعبة البرمجيات والمعلومات، وشعبة الدفاع السيبراني، وشعبة الطيف.

وستعمل شعبة الذكاء الاصطناعي الجديدة على تطوير منصات وأنظمة معلوماتية متقدمة تُعيد تشكيل طريقة عمل الجيش الإسرائيلي، من خلال إتاحة البيانات بشكل فوري ومتكامل حتى مستوى التنفيذ العملياتي.

وقال مصدر عسكري لموقع "والا" إن الكم الهائل من المعلومات التي جمعها الجيش في مختلف أنحاء الشرق الأوسط خلال الحرب أثبت أن القدرة على معالجة البيانات وتحليلها واستخلاص المعرفة منها بدقة وفعالية يمكن أن تغير "قواعد اللعبة" في أي مواجهة مقبلة.

وتهدف شعبة الاستخبارات (الطيف والاتصالات) إلى تعزيز التفوق في الطيف وقدرات الاتصالات الاستراتيجية، لضمان حرية عمل الجيش الإسرائيلي عبر جميع المجالات ونطاقات العمليات المختلفة.  

ويشير تقرير الموقع الاسرائيلي إلى أن القدرات الشعبة في مجال الطيف والاتصالات الدفاعية أسفرت عن إنجازات غير مسبوقة عالميًا في التصدي لهجمات إيرانية، وهجمات الحوثيين وحزب الله، بما في ذلك إسقاط بعض الطائرات المسيرة المنطلقة من إيران باستخدام تقنيات الشعبة المتطورة.

على مدى العامين الماضيين، عمل رئيس شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تعزيز أدوات قتالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من بينها تشغيل نسخ رقمية لشبكات الاتصالات في البحر والجو والبر، ما ساهم في تبسيط إدارة المعركة ورفع كفاءتها. 

وقال مسؤول رفيع في الشعبة إن "التكنولوجيا كانت العامل الحاسم في نجاحنا بعد إخفاق 7 أكتوبر"، موضحًا أنه تم تطوير قدرات جديدة لتحديد مواقع القوات في الميدان لمنع حوادث النيران الصديقة، إضافة إلى تحسين آليات تحليل المعلومات الواردة من الخلايا الميدانية وغيرها من المصادر.

وصرح مسؤول بارز في شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن عملية تحديد هوية الضحايا داخل المؤسسة الأمنية، في معسكر الشورى، أُنجزت بالكامل باستخدام منظومات تكنولوجية متقدمة طوّرتها الشعبة بشكل خاص. ونتيجة لهذه القدرات، تم التعرف على جميع ضحايا الجيش والمدنيين خلال فترة زمنية قصيرة.

وأشار المسؤول إلى أن هذه النسبة غير مسبوقة، لافتًا إلى أنه بالمقارنة، وبعد هجوم 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الذي أسفر عن نحو 3 آلاف قتيل، لم يحدد سوى 60% من الضحايا.

وأوضح المسؤول أن هذه النسبة تعد إنجازًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أنه في هجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة، التي راح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص، لم تتجاوز نسبة تحديد الهوية 60%.

وبين أن التقنيات الجديدة التي أدخلها قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكنت أيضًا من التعرف على جميع الضحايا دون استثناء. 

وأشار إلى أن تطبيق قيادة الجبهة الداخلية الذي يشرف عليه القسم جرى تنزيله على خمسة ملايين جهاز، فيما يستخدم نحو نصف مليون شخص أنظمة القسم بشكل شبه يومي.