أورتاغوس المتابعة للملفّات... هل يتأثر لبنان إذا أقيلت؟

تكثر التكهنات في الداخل اللبنانيّ كما لو أنها "ضرب في الرمال" حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية متّجهة نحو إقالة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من منصبها. 


تتبعثر التوقعات إعلامياً بين نفي وتأكيد، وتتفرّع منها تخمينات عشوائية للأسباب التي يمكن أن تحدو على اتخاذ قرار مماثل. وإذا كانت الأجواء اللبنانية تحفل بتحليلات عن الإقالة من عدمها، فإن خبراً كهذا ليس متداولاً على مستوى يأخذ حيّزاً في الولايات المتحدة الأميركية، ويكاد يكون خافتاً بما لا يجعله نبأً مستنداً إلى تأكيدات رسمية حتى الآن، فيبقيه خارج واجهة الاهتمامات في واشنطن. حتى إن أوساط رئاسة الحكومة اللبنانية لا تزال تتلافى الانغماس في هذه المعمعة، إذ ليس هناك ما يؤكد إقالة أورتاغوس حتى اللحظة، لكن فكرة زيارتها لبنان لم تلغَ بعد، ولا تزال معقولة من دون تحديد مواعيد. وليس من توسيع للترجيحات على مستوى الهامش السياسيّ اللبنانيّ الرسميّ حول تغييرات في أهداف الإدارة الأميركية الحالية تجاه لبنان يمكن أن تحدثها الإقالة إذا حدثت، رغم أنّ الأسلوب وحده قد يتغير مع أي مبعوث جديد يمسك الملف اللبناني. 

وعلى مستوى قوى ناشطة في متابعة الملف اللبناني وتتواصل مع أورتاغوس عن كثب في اجتماعات خاصة، لا حماسة لأي قرار بإقالتها، باعتبار أنها تعمّقت في الملف اللبناني ودرست حذافيره في المرحلة الماضية، لذا يفضل عدم تبديلها قبل انتهاء المرحلة الصعبة لبنانيا، ما دامت قد اختصّت بالملفات اللبنانية، فيما سيحتاج أي مبعوث مكلّف جديد إلى التعمق بها ودرسها مجددا.

لم يُتداول خبر إمكان إقالتها في الأروقة السياسية بغزارة داخل الولايات المتحدة، لكنّ أحد المعيّنين في الإدارة الأميركية الحالية تحدّث عن احتمال اتخاذ قرار مماثل من دون جزم أو تفسير للأسباب المرجحة، وذلك أمام جهة ناشطة صاحبة حضور في الولايات المتحدة تدعم بقاء أورتاغوس في منصبها، بخاصة في هذه المرحلة، لكنها استطلعت زخماً يحظى به توماس باراك في منطقة الشرق الأوسط. وثمة حظوظ لتوليه المهمة في حال الاستغناء عن أورتاغوس.

أيا يكن الأمر، يبقى المؤكد والثابت في واشنطن أن إقالة أورتاغوس لن تغيّر في السياسة الأميركية حيال لبنان، لأنها تتولى مهمات تنفيذية وتبلّغ الرسائل والمطالب الأميركية التي يمكن تلخيصها في هذه المرحلة بنزع سلاح "حزب الله" ثم التفاوض بهدف التوصل إلى اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل.