أيلول وتشرين.. موسم الرحلات غير الشرعية

لا أخبار في عكّار هذه الأيام إلّا عن التهريب، سواء أكان ذلك بالمراكب نحو السواحل الأوروبية أم بالبرّ من سوريا إلى لبنان.

عادت هذه الظاهرة مجدّداً بعد خفوت لأشهر، خصوصاً بعد غرق مركب قبالة سواحل طرطوس السورية وسقوط ضحايا. وفي معلومات خاصة بـ»نداء الوطن» فإنّ الأسبوع الماضي كان حافلاً بهذا النوع من الرحلات التي انطلقت بمعظمها من منطقتي العريضة والشيخ زناد العكاريتين، بالإضافة إلى رحلة واحدة خرجت من شواطئ مدينة طرابلس نحو السواحل الأوروبية.

وفيما أفيد عن وصول رحلة إلى قبالة الشواطئ الإيطالية كانت قد انطلقت قبل نحو أسبوعين من عكار، فإنّ مزيداً من هذه الرحلات في طور الإعداد والتجهيز من أجل الانطلاق والإبحار عمّا قريب وربّما في الأيام المقبلة، لاستغلال الطقس والطلب السوري المتزايد على رحلات الهجرة.

ويحتلّ السوريون القادمون من داخل سوريا المرتبة الأولى في أعداد المهاجرين على متن هذه الرحلات، ويتحدّث أحد المساعدين في عمليات تهريب وتأمين الرحلات لـ»نداء الوطن» عن الجزء الذي يختصّ بتأمين السوريين من وقت وصولهم إلى لبنان حتى موعد إبحارهم، فيقول: «إن الركّاب القادمين من سوريا ينكبّون بقوّة على هذه الرحلات في هذه الأيام بشكل كبير ربّما بسبب أوضاع الداخل الإقتصادية والمعيشية»، وأنا أستقبل الأشخاص القادمين عبر الحدود من وادي خالد والقرى المجاورة في منطقة السهل، ومدبّر الرحلة يتّفق معي على أن أرشدهم إلى المنازل التي استأجرتها لهم في نطاق قريب من مكان انطلاق المركب، وغالباً مدبّر الرحلة هو المسؤول عن تأمين الركاب وليس بالضرورة هو صاحب المركب والرحلة ككل، وقد يكون في الرحلة الواحدة أكثر من مدبّر».

ويضيف: «نؤمّن المنازل في وقت سابق بالاتفاق مع شخص، ودفعنا لقاء المنزل الواحد 400 دولار عن كل عائلة و200 دولار عن الفرد الواحد. أما الأشخاص الـ vip فننزلهم في بيوت يحميها أشخاص من أبناء المنطقة، وغالباً ما يكون أصحابها معروفين بسطوتهم، وهذه البيوت تسمّى بلغتنا المطبّات.

تنتهــي مهمّتــي عندمـــا يــأتي موعــد الرحلة. فــإذا كانـــت الرحلــة ستنطلق عند الساعة الرابعة فجراً مثلاً، فأنا عليّ أن أوصل الركاب إلى مكان الإنطلاق قبل نحو نصف ساعة وأتقاضى عمولتي التي تكون في الغالب بين 400 و500 دولار أميركي شرط ألّا يكون لي أي علاقة بعمولة الباصات والنقل وغيرها من الأمور لأنها كلها محسوبة ومدفوعة من المدبّرين». تجدر الإشارة إلى أن عدداً من البحّارة قد اعتصموا قبل أيام، وتحدّث باسمهم المختار محمد البستاني، لمطالبة قيادة الجيش بإطلاق مراكب تمّ توقيفها، مؤكّدين أن ليس لها أي علاقة بالتهريب، «ونحن مع توقيف أي مركب يثبت تورّطه بالتهريب، ولكن هناك أبرياء، لا علاقة لهم».