أي خلفيات أميركية لمنع صدور بيان مجلس الأمن حول الجنوب؟

على هامش المشاورات التي يجريها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوس غوتيرس حول تنفيذ القرار ١٧٠١ في ضوء الإحاطة الدورية للمنسقة الخاصة في لبنان، والقرار المرتقب صدوره عن مجلس الامن في آب المقبل بعد الجلسة المتوقعة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في شأن التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب، كان لغوتيريس اقتراح طرحه في اجتماع جانبي بمشاركة الأعضاء في مجلس الأمن يسلط فيه الضوء على الوضع جنوبا، انطلاقاً من القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع على الخط الأزرق، داعياً إلى إصدار بيان يجدد فيه أعضاء المجلس تأكيد ضرورة الاحترام الكامل للقرارات الدولية، وحض الأطراف المعنية على التزامها، وضرورة ضبط النفس.

وقد حرص غوتيريس على التأكيد أن البيان يفترض أن يعكس اهتمام الأسرة الدولية بلبنان والإجماع على ضرورة ضمان أمنه واستقراره، ولا سيما على الحدود الجنوبية، مع تشديده على أن البيان لا يعني إصدار قرار، باعتبار أن القرار موجود والمطلوب التزام الأطراف تنفيذه.

وعلمت "النهار" أن البيان الذي تنشر نصه لاحقاً، قد تم إعداده، وشاركت في ذلك فرنسا، لكنه قوبل بممانعة أميركية عبرت عنها المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وهو ما أدى إلى سقوطه، لأنه كان سيوضع على المسار الصامت (silent procedure)، أي أنه لا يخضع للتصويت ويصبح علنياً بعد مرور ٤٨ ساعة على وضعه على هذا المسار، من دون أي اعتراضات من الدول الأعضاء.

وفي رأي مصادر ديبلوماسية أن الاعتراض الأميركي نابع من عدم رغبة أميركية في التشويش على المسار الديبلوماسي الذي تسلكه واشنطن من أجل إرساء وقف للنار في غزة، باعتبار أن أي وقف للنار في غزة سينسحب على الحدود الجنوبية، ما يعني أن لا حاجة إلى صدور بيان يتعلق بالوضع الجنوبي قبل إنجاز قرار وقف النار.

 

وترى المصادر أن واشنطن تحرص على تفادي صدور أي إدانة لإسرائيل حول الخروق التي تقوم بها للقرار الدولي ١٧٠١، فضلاً عن رفض أي تركيز في المرحلة الحاضرة على إسرائيل لجهة عدم التزامها تطبيق القرار الدولي، وخصوصا أن المفاوضات جارية حالياً في هذا الشأن وينتظر أن تتوج باتفاق على تثبيت الحدود البرية.

وعليه، سقط البيان ولم يصدر، فيما يستعد مجلس الأمن للتصويت على قرار التجديد لـ"اليونيفيل" بناء على طلب تقدم به لبنان إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، من دون إدخال أي تعديلات على القرار السابق.

ماذا جاء في مسودة البيان الصحافي عن لبنان الذي تنشر نصه في ما يأتي "النهار"؟

"أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الوضع على طول الخط الأزرق ودعوا الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف تصعيد الوضع.

حث أعضاء مجلس الأمن الأطراف على الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 (2006) وتنفيذه وكذلك جميع قرارات مجلس الأمن وبيانات رئيس مجلس الأمن ذات الصلة بشأن الحالة في لبنان. وأشاروا إلى الأهمية القصوى لاحترام جميع الأطراف المعنية للخط الأزرق بأكمله.

أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان وكذلك عن تقديرهم العميق للبلدان المساهمة بقوات في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى ضرورة أن تضمن جميع الأطراف سلامة وأمن أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان واحترام حرية تنقلهم بالكامل ودون عوائق.

كما دعا أعضاء مجلس الأمن الأطراف إلى الاحترام الكامل لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين".