إتفاق بين أردوغان وبلينكن ضد داعش في سوريا.. وخلاف حول قوات سوريا الديمقراطية

أعلنت الرئاسة التركية، الخميس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن تركيا ستتخذ إجراءات وقائية في سوريا ضد المنظمات الإرهابية بما في ذلك وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش.

وشددت أنقرة على أن تركيا لن تسمح بأي تهاون في قتال تنظيم داعش في سوريا.

ومن جانبها، ذكرت الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد خلال اجتماعه مع أردوغان على ضرورة ضمان قدرة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش على مواصلة تنفيذ مهمته الحيوية.
وصل بلينكن إلى تركيا، في وقت سابق الخميس، لإجراء محادثات تركز على جانب محوري في إرساء الاستقرار في سوريا يتمثل في الاشتباكات الدائرة في شمال البلاد بين قوات كردية مدعومة من واشنطن وقوات من المعارضة السورية مدعومة من أنقرة.

واجتمع بلينكن مع الرئيس التركي أردوغان في مطار إيسنبوغا في أنقرة بعد زيارة الأردن في أول جولة له بالمنطقة منذ الإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد.

وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان وبلينكن ناقشا أحدث التطورات في سوريا، مضيفة أن أردوغان دعا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل مشترك لإعادة بناء المؤسسات في سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان إن بلينكن أشار إلى المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وتركيا في دعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة تشمل الجميع.

ومن المقرر أن يجتمع بلينكن مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة.

ودعمت واشنطن وأنقرة، العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المعارضة السورية خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما، لكن
مصالحهما تضاربت بشكل ملحوظ عندما تعلق الأمر بقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهي أحد فصائل المعارضة.

وقوات سوريا الديمقراطية هي المكون الرئيسي في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش المتشدد. وتقود هذه القوات وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل الدولة التركية منذ 40 عاما.

وذكر بلينكن قبل وصوله إلى أنقرة أن حزب العمال الكردستاني يشكل "تهديدا دائما" لتركيا.
وأضاف: "في الوقت نفسه... نريد تجنب إثارة أي نوع من الصراعات الجديدة داخل سوريا في الوقت الذي نريد فيه أن نرى هذا التحول إلى حكومة مؤقتة وإلى طريق أفضل للمضي قدما".

وقال مسؤول تركي - اشترط عدم نشر اسمه - إن تركيا مستعدة لدعم سوريا كمكان آمن ومستقر تديره حكومة شاملة.

شمال سوريا
وانتزعت قوات مدعومة من تركيا في وقت سابق هذا الأسبوع السيطرة على مدينة منبج شمال سوريا من قوات سوريا الديمقراطية،
المدعومة من الولايات المتحدة، والتي انسحبت بعد ذلك إلى شرقي نهر الفرات.

وأفاد مصدر في المعارضة السورية أن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الانسحاب.

وذكر مسؤول بوزارة الدفاع التركية، الخميس، أن تقدم المجموعة المدعومة من تركيا يهدف إلى "تطهير الإرهاب".

وحذر المسؤول من وجود جهود لم يحددها لتوفير غطاء لحزب العمال الكردستاني عن طريق الإشارة إلى المخاطر المتعلقة بتنظيم داعش، مضيفا أن أنقرة أبلغت واشنطن أنه لا يمكن استخدام جماعة إرهابية للقضاء على أخرى.
وقال بلينكن، الإثنين، إن تنظيم داعش سيحاول استغلال هذه الفترة لإعادة بناء قدراته في سوريا، لكن أميركا عازمة على عدم السماح بحدوث ذلك.

وانسحب بعض مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من تل رفعت وأجزاء من حلب الواقعة غربا في الأيام الأولى من الهجوم الخاطف الذي اجتاح البلاد جنوبا.

واستهدفت تركيا وحدات حماية الشعب بشكل مباشر في الأيام القليلة الماضية، حبث دمر جهاز المخابرات التركي 12 شاحنة محملة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة في شمال شرق سوريا.