المصدر: نداء الوطن
الكاتب: محمد دهشة
السبت 22 تموز 2023 07:52:26
تأثّرت المصارف في صيدا بعمليات اقتحام بعض الفروع في المناطق والإشاعات التي تحدّثت عن أخرى وهمية، خشية أن تتكرّر في المدينة، وعمدت إدارات بعضها إلى رفع مستوى الحذر وتشديد الإجراءات الأمنية الوقائية مع خفض نسبة المواعيد للمودعين، ناهيك عن تفتيش الداخلين كتدبير احترازي.
وجاء هذا الحذر ليعزّز الإجراءات السابقة لجهة إقفال أبواب المصارف وعدم السماح بدخول المودعين إلا فرداً فرداً ووفق مواعيد مسبقة، فيما عمدت إدارات فروع أخرى إلى الإسراع بإنجاز البطاقات ليتمكّن المودع من سحب ماله من الصراف الآلي من دون الدخول إلى حرم المصرف.
واعتبر مصرفي مخضرم لـ"نداء الوطن" أنّ عودة عمليات الاقتحام وارتفاع أعدادها هي بمثابة رسائل سياسية – مالية مقصودة، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نهاية شهر تموز الجاري، من أجل الضغط للتجديد له أو توقّع الفوضى في العمليات المالية. ولاحظ أنّ عمليات الاقتحام ليست الأولى في سياق الضغط، إذ سبق وشهد سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء تقلّبات حادّة وغير مبرّرة وصلت إلى عشرة آلاف ليرة لبنانية في ساعات معدودة بعدما كان يتأرجح سعر الصرف ما بين91 و92 ألف ليرة لبنانية، وفجأة وصل إلى 100 ألف لمجرّد إشاعات وتسريب احتمالات عن استقالة نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة. وتوقّع أن تتواصل هذه العمليات بأشكال مختلفة مع اقتراب انتهاء ولاية سلامة، لا سيّما وأنّ العمليات المالية عاشت منذ أشهر عدّة استقراراً غير مسبوق، مستبعداً اتخاذ جمعية المصارف أي قرار قريب بالإضراب أو الإقفال ما لم يحدث أي تطور مفاجئ وكبير. وتساءل عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء العزم على تحرير سعر الصرف في السوق أو إلغاء منصة صيرفة، مؤكداً أنّ هذين الأمرين كافيان لإرباك السوق والعمليات المالية ودفع المودعين إلى السعي الحثيث للحصول على ودائعهم خشية قرارات مصرفية أخرى غير متوقّعة تزيد خسائرهم.
وشهدت صيدا في المرحلة السابقة ثلاث عمليات اقتحام مصارف، الأولى من صيداوي طالب بنك لبنان والمهجر – فرع إيليا (24 تشرين الاول2022) بـ 5 آلاف دولار أميركي من وديعته المحتجزة لإنقاذ ولده الرضيع الذي يعاني من ثقب في القلب ويحتاج عملية قلب مفتوح، والثانية لعسكري اقتحم البنك بنفسه (10 كانون الثاني 2023) بعدما رفضت الإدارة قبول تحويل 100 مليون ليرة إلى دولار وفق سعر صيرفة، والثالثة للنائب شربل مسعد الذي اقتحم بنك BLC، مطالباً بمال لشقيقه أودعه منصّة صيرفة ولم يتمّ قبوله.
ميدانياً، تحوّل شارع رياض الصلح الرئيسي ساحة انتظار كبيرة، حيث اصطفّ المودعون بانتظار دورهم أمام أبواب المصارف وسط إجراءات احترازية لحرّاسها، ولم يسمح إلا بدخول مودع واحد ووفق موعد مسبق، في وقت حصل فيه بعض التلاسن بفِعل طول الانتظار حيناً أو عدم السماح بالدخول مُطلقاً حيناً آخر والإصرار على حجز موعد مسبق.