إدمان الشاشات... نصائح لتحقيق توازن رقمي للمراهقين

أدى الاعتماد المتزايد على الأجهزة الرقمية إلى جعل الشاشات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، لا سيما للمراهقين الذين يعتمدون عليها في التعليم والتفاعل الاجتماعي والترفيه. 

ومع ذلك، فإن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يشكل مخاطر كبيرة على الصحة النفسية، بما في ذلك زيادة التوتر والقلق والعزلة الاجتماعية. 

ويؤكد الخبراء أن اتباع استراتيجيات مدروسة يمكن أن يساعد في الحد من إدمان الشاشات وتعزيز نمط حياة رقمي متوازن.
وأوضحت أورفاشي موسالي، خبيرة سلوك الأطفال والمراهقين ومؤسسة منصة "برو بيرنت"، أهمية اتخاذ تدابير استباقية.

وقالت في حديثها لموقع ”هندوستان تايمز“: "تشمل آليات التكيف الفعالة لمواجهة إدمان الشاشات ممارسة اليقظة الذهنية، والتخلص التدريجي من الاعتماد على الأجهزة الرقمية، وطلب الدعم من المتخصصين في الصحة النفسية“. 

وأضافت أن وضع حدود زمنية لاستخدام الشاشات، وتعزيز العادات التقنية الصحية داخل الأسرة، وزيادة الوعي حول مخاطر الإدمان، كلها إجراءات وقائية ضرورية.

ولمساعدة المراهقين على إدارة وقتهم أمام الشاشات بشكل أكثر فاعلية، يوصي الخبراء بعدة استراتيجيات.
تعزيز التواصل المفتوح

يعد إنشاء بيئة داعمة يشعر فيها المراهقون بالراحة عند مناقشة عاداتهم في استخدام الشاشات أمرًا ضروريًا. ينبغي على الآباء ومقدمي الرعاية الاستماع بفعالية وإظهار التعاطف وتهيئة مساحة خالية من الأحكام للنقاش.

وضع حدود وضوابط

يمكن أن يساعد تقليل وقت الشاشة تدريجيًا وفقًا لخطة منظمة في ضبط الاستهلاك الرقمي. كما يمكن استخدام أدوات الرقابة الأبوية أو التطبيقات التي تحجب الوصول إلى المواقع والتطبيقات ذات التأثير الإدماني.

تعزيز الأنشطة غير الرقمية

يسهم تشجيع الهوايات والتفاعلات الاجتماعية التي لا تتطلب استخدام الشاشات بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الأجهزة الرقمية. وتعد الأنشطة مثل الرياضة والفنون وقضاء الوقت في الهواء الطلق مفيدة للصحة النفسية والجسدية.
طلب الدعم المهني

بالنسبة للمراهقين الذين يعانون من إدمان شديد على الشاشات، يمكن أن يكون التدخل المهني، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، خيارًا فعالًا. كما أن الانضمام إلى مجموعات الدعم يوفر بيئة تشاركية تساعد في التغلب على الإدمان.

إيجاد بيئة داعمة


يمكن أن يساعد الحد من استخدام الشاشات في الأماكن المشتركة، مثل غرفة المعيشة وغرف النوم، في تقليل الاعتماد عليها. كما أن الدعم الإيجابي والتشجيع المستمر من أفراد العائلة يلعبان دورًا مهمًا في تحقيق التقدم.

الاحتفال بالإنجازات الصغيرة

يمكن أن يحفز الاعتراف بالتقدم مهما كان بسيطًا وتقديم المكافآت الرمزية المراهقين على تبني عادات رقمية أكثر صحة. فالتعزيز الإيجابي يساهم في إحداث تغييرات سلوكية طويلة الأمد وتعزيز الانضباط الذاتي.
ويشدد الخبراء على ضرورة التعامل مع إدمان الشاشات بوعي واستباقية لضمان توازن صحي في استخدام التكنولوجيا بين المراهقين. 

ومن خلال تطبيق إرشادات منظمة وتوفير بيئة داعمة، يمكن للآباء ومقدمي الرعاية مساعدة المراهقين على تطوير عادات رقمية أكثر توازنًا وتحسين رفاههم العام.