إسرائيل تؤجل هجومها على إيران.. بسبب تسريب وثائق البنتاغون

هدّد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي بالرد على أي ضربات تنفذها إسرائيل ضد إيران، بأضعاف ذلك عدة مرات. فيما عزت صحيفة "التايمز" تأجيل الضربة الإسرائيلية، إلى تسريب وثائق البنتاغون.

دعوة لحساب الخيارات
وقال سلامي اليوم الخميس متوجهاً إلى الإسرائيليين: "أنتم لن تتمكنوا من تحقيق النصر في هذه المواجهة وسنهزمكم". ورأى أن على إسرائيل أن تفكر أكثر في خياراتها، قائلاً: "من يقع على مساحة صغيرة، يعتمد اقتصاده على البحر، عليه أن يفكر ملياً". وأضاف أن "قرارات غير حكيمة يمكنها أن تسرع انهيار الكيان ونحن صامدون ضد هذه الجماعة الشريرة".

وتصاعدت في الأيام الأخيرة التهديدات الإسرائيلية بضرب إيران، رداً على هجماتها الصاروخية على إسرائيل مطلع الشهر الجاري. كما رفع الجيش الإسرائيلي مستوى تهديداته ضد إيران، بعد اتهامها بالضلوع في الهجوم بمسيّرة على بيت رئيس وزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا.

تأجيل الرد
والخميس، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن إسرائيل أرجأت ردها على إيران بسبب تسريب وثائق البنتاغون التي تفصّل الاستعدادات لشن هجوم إسرائيلي على أهداف إيرانية. 

وقالت الصحيفة في تقرير، إن هذه التسريبات أثارت "إعادة تفكير" بين المسؤولين الإسرائيليين، حول طبيعة الرد والأهداف المحتملة.

وكشفت التسريبات عن خطط إسرائيل واستعداداتها المتقدمة للرد على وابل من نحو 200 صاروخ باليستي، أُطلقت عليها في بداية الشهر الجاري، في هجوم جاء رداً من طهران، على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وقد نُشرت الوثيقة المسربة والمصنفة على أنها "سرية للغاية"، على قناة "تلغرام" موالية لإيران يوم الجمعة الماضي، ويبدو أنها تتضمن تقييماً أميركياً للرد الإسرائيلي المتوقع، استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية ومعلومات استخباراتية أخرى، بما في ذلك الاستعدادات في قواعد تابعة سلاح الجو الإسرائيلي.

كما تطرقت الوثيقة إلى صاروخي "Golden Horizon" و"Rocks"، وهما صواريخ باليستية إسرائيلية تُطلق من الجو، يبدو أن إسرائيل تخطط لاستخدامها في هجومها الذي تتوعد بأن يكون "قاسياً وقوياً".

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، قد أعلن الثلاثاء، أنه شرع بالتحقيق في تسريب وثيقتي مخابرات سريتين للغاية، حول استعدادات إسرائيل للهجوم على إيران. وقال في بيان، إنه "يحقق في التسريب المزعوم للوثيقتين السريتين ويعمل بشكل وثيق مع الشركاء في وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات".

وتتضمن وثائق البنتاغون المسربة تفاصيل حول نقل ذخيرة وطائرات حربية بين قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وتدريبات أجراها سلاح الجو مؤخراً استعداداً للهجوم.

وبحسب تقارير صحافية، تتضمن الوثائق المسرّبة تحليلا أجرته الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية الأميركية، بشأن أنشطة يجريها الجيش الإسرائيلي تحضيراً للرد. ولم يتمّ ذكر أي أهداف محتملة للرد الإسرائيلي.

تصعيد إسرائيلي
والثلاثاء، حضّ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، نتنياهو، على تحفيف حدة الرد الإسرائيلي المتوقع، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل أن يكون "ردها على إيران أكثر انضباطاً".

لكن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قال في اليوم التالي، لطيارين إسرائيليين في قاعدة "حتسريم" الجوية، إنه "بعد أن نهاجم في إيران سيدرك الجميع ما فعلتم في عملية الاستعداد والتدريب. وأي أحد حلم قبل سنة بالانتصار علينا وضربنا، دفع ثمناً باهظاً ولم يعد موجوداً في هذا الحلم".

وأضاف غالانت "تحظون بفرصة المشاركة في حرب السبع جبهات، وفي جميع هذه الجبهات - غزة، لبنان، يهودا والسامرة، سورية، العراق، اليمن وإيران - يتواجد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو".

وتابع أن "لسلاح الجو دور مركزي في هذا الأمر وأي أحد يحاول استهدافنا سيُستهدف، وهذا الأمر ينطبق على إيران. ولدينا ثقة كبيرة جداً بقدراتكم وثقة كاملة بالجيش الإسرائيلي".