بدوره، انتقد مقال نشرته صحيفة "هآرتس" القيادة الإسرائيلية، لعدم إخبارها الإسرائيليين "كيف ستكون الحرب مع حزب الله؟.. الهجمات المُدمّرة للبنية التحتية المدنية، وامتداد الحرب الإقليمية، وغياب الدعم الأميركي للحرب"، واستدرك المقال، بالقول إنها "هذه هي الحقيقة المروعة" إذا فُتحت جبهة ثانية مع حزب الله.
تكتيكات حزب الله الجديدة
وضمن مواكبة وتيرة المعركة الحالية، سلطت تقارير تلفزيونية عبرية الضوء على تكتيك عسكري بدأ حزب الله باتباعه في الأيام الأخيرة، يتمثل بتكثيف الرشقات الصاروخية في آن واحد باتجاه مكان محدد، ويبدو أن سبب ذلك هو أن الحزب يريد ضمان إفلات أكبر قدر من صواريخه الهجومية من منظومة الاعتراض الإسرائيلي، وبالتالي وصول صواريخه إلى أهدافها، وإحداث التدمير المطلوب.
كما تحدث موقع "ألما" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية عن عدد من تكتيكات حزب الله، ومنها ما يتعلق بالطائرات المسيّرة، إذ قال إن أحد أهداف حزب الله من إطلاق هذه المُسيّرات، ليس دائماً الهجوم، وإنما اختبار استجابات أنظمة الإنذار والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، بحيث تُطلق على طول مسارات محددة وعلى ارتفاعات معينة لاختبار الاستجابة، وبالتالي توليد رؤى تشغيلية تمكن من هجمات ناجحة في المرات القادمة.
وبينما يُهمش الإعلام الإسرائيلي بعض أخبار الجبهة الشمالية، يستعرض كل مساء حصيلة الأهداف اليومية، والمباني العسكرية التابعة لحزب الله، التي هُدمت بفعل الهجمات الإسرائيلية.
هدف اسرائيلي وحيد.. ومزدوج
لكن الإعلام العبري نشر أيضاً، وبشكل نادر، عدد المنازل الإسرائيلية التي هُدمت جراء صواريخ حزب الله في شهر شباط/فبراير وحده، بواقع 570 بيتاً، نقلاً عن معطيات أفصحت عنها جمعية "لوبي 701" التي أُنشئت في المنطقة الشمالية بعد هجوم 7 أكتوبر.
وهنا، علق مذيع التلفزيون الإسرائيلي على رقم البيوت الإسرائيلية المدمرة، إلى جانب إجلاء عشرات الآلاف من المنطقة الشمالية منذ بدء الأحداث، بـ"الأمر المقلق". وردّ عليه المراسل الإسرائيلي الذي يغطي أحداث الجبهة الشمالية، بالقول إن ما يهمّ الجيش هو تحقيق هدف واحد "مُزدوج"، يكمن بإعادة 68 ألف إسرائيلي إلى منازلهم بأمان وسلام، وأن لا تُهزم قوة إسرائيل هذه المرة، ولا المرات القادمة".
وهنا نوه التلفزيون العبري الى أنه "سيتم تمديد بقاء الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بعيدا من المنطقة الشمالية حتى تموز/يوليو المقبل، وهو أمر يوحي بأن تحديد التوقيت يؤشر إلى استعداد الاحتلال لفترة طويلة من المواجهة، واحتمالات الحرب الأوسع".
والحال أنّ "إجلاء الإسرائيليين" من المنطقة الشمالية المحاذية للبنان، والجنوبية المحاذية لقطاع غزة، بدا موضوعاً جدلياً إسرائيلياً، وقد استُشف ذلك ضمناً حينما نوه محلل إسرائيلي بأن رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو حاول أن يوجه في خطابه الأخير، رسالة تهديد لـ"السكان الإسرائيليين الذين سيرفضون مستقبلاً العودة إلى مساكنهم في الشمال والجنوب"، عبر تلميحه الى أنه سيعطي الأراضي لجنود الاحتياط لبناء منازل لهم عليها.
"خطة 7 أكتوبر لحزب الله.. وحماس سرقتها"!
في السياق، نشرت صحف عبرية العديد المقالات عن أن خطر حزب الله على إسرائيل يُعد وجودياً، وقد أجرت "هآرتس" مقابلة مع النائبة السابقة لرئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي أورنا مزراحي، زعمت أن خطة مهاجمة إسرائيل، المعتمدة على عنصر المفاجئة، وتنفيذها المشهدي والمُركّب، كانت في الحقيقة من حزب الله، لكنّ "حماس سرقتها، ونفذتها من أولها إلى آخرها في هجوم أكتوبر"، بحسب ادعاءات المسؤولة الأمنية الإسرائيلية السابقة.
كما أجابت مزراحي على أسئلة "هآرتس"، أبرزها: "لماذا لم تنضم قوة رضوان إلى هجوم 7 أكتوبر؟، ما الفرق بينهم وبين مقاتلي حماس؟"
ولا يُعرف الغاية الإسرائيلية من الحديث الآن عن 7 أكتوبر كخطة لحزب الله أصلاً، لكن لا يُستبعد أنها تندرج في سياق دعاية إسرائيلية لتسخين العالَم وتحضيره لسيناريو الحرب الواسعة على لبنان، بذريعة أنها حتمية لمنع "أكتوبر جديد".