المصدر: نداء الوطن
الثلاثاء 13 شباط 2024 08:05:36
في وتيرة متصاعدة مضت أمس المواجهات على الحدود الجنوبية. وأظهر هذا التصعيد أنّ إسرائيل كثّفت العمليات التي استهدفت «حزب الله»، الذي أعلن، في المقابل، أنه استهدف عدداً من المراكز العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود بين البلدين. وكانت حصيلة الخسائر البشرية أمس نعي «الحزب» عنصرين، فيما نعت حركة «الجهاد الاسلامي» من خلال «سرايا القدس» عنصرين من صفوفها. واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة قرب مستشفى بنت جبيل الحكومي بغارة أدت الى إصابة المسؤول عن منطقة مارون الرأس في «حزب الله» محمد علوية.
أتت هذه التطورات الميدانية، بعد زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان الى بيروت. ورغم أنّ عنف المواجهات سابق للزيارة، فإن المراقبين أشاروا الى أنّ تل ابيب التقطت على ما يبدو «رسائل» عبداللهيان على طريقتها، فقال وزير الدفاع يوآف غالانت «إنّ «حزب الله» مستعد كما يبدو لدفع الثمن الباهظ نفسه من عدد القتلى الذي دفعته حماس».
وكان عبداللهيان أعلن السبت الماضي أنه «خلال الحرب وفي الأسابيع القليلة الماضية، حدث تبادل للرسائل بين إيران وأميركا». وأضاف أن واشنطن دعت طهران الى أن تطالب «حزب الله بعدم الانخراط على نطاق واسع وكامل في الحرب ضد إسرائيل».
وأول ردود فعل «الحزب» على ما وصفه المراقبون بـ»تمنيات» وزير الخارجية الإيراني حيال مسار المواجهات في الجنوب، ما ورد على لسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية التابعة لـ»حزب الله» النائب محمد رعد، الذي سأل: «إذا كان الأميركي حريصاً على وقف العدوان لماذا ما زال حتى اللحظة يُزوّد الإسرائيلي كلّ ما يحتاج اليه من ذخائر وما زال يُرسل اليه كبار جنرالاته من أجل أن يُشاركوا في التخطيط في غرفة العمليات ويتبادلون الأدوار لأنهم يريدون أن يستبيحوا منطقتنا؟».
وفي فرنسا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أنه قدم «اقتراحات» لتجنّب نزاع مفتوح بين إسرائيل و»حزب الله» في جنوب لبنان، وقال في مؤتمر صحافي إثر اجتماعه بنظيريه الالمانية انالينا بيربوك والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في ضاحية باريس: «قدمنا اقتراحات خلال زيارتنا لبيروت، وسنضع حلولاً في الأيام المقبلة والأشهر المقبلة». وأضاف: «إننا على اتصال بالأميركيين، ومن المهم أن نتمكن من إضفاء طابع متبادل على مجمل المبادرات الآن لبناء معسكر السلام في الشرق الأوسط».
وذكّر سيجورنيه بأنّ لفرنسا «مصالح مباشرة» في لبنان، لافتاً الى أنّ «عشرين الفاً من مواطنينا موجودون في لبنان»، إضافة الى «700 جندي يشاركون في بعثة حفظ السلام» في جنوب البلاد.
ومن الاقتراحات المطروحة تعزيز الجيش اللبناني، بحسب مصدر ديبلوماسي.
ومن تطورات الجنوب الى المستجدات السياسية، وأبرزها امس مباشرة الرئيس سعد الحريري تحركاً سياسياً داخلياً بدأه بزيارة السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وعلم أنّ مروحة اتصالات ولقاءات الحريري ستكون واسعة خلال الأسبوع الذي سيمضيه في بيروت، وأبرز محطاته غداً إحياء الذكرى الـ 19 لإستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وسط حضور شعبي يواصل «تيار المسقبل» الاعداد له.
وفي مقدم اللقاءات التي يعتزم الحريري عقدها، لقاؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وتشمل اللقاءات عدداً من السفراء، ولا سيما السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وذكرت مصادر مطلعة أنّ إطلالة الحريري أمام ضريح والده غداً لن تتضمن «كلاماً سياسياً، وأنّ شيئاً جوهرياً لم يتغيّر» منذ إعلانه عام 2022 عزوفه عن ممارسة العمل السياسي. غير أنّ اللافت في ظهور الحريري أمس هو التبدل اللافت في ملامحه، أو ما يصطلح على تسميته «نيو لوك».
وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الخاص للرئيس سعد الحريري إلى روسيا جورج شعبان أنّ نائب وزير الخارجية الروسيّ ومبعوث الرئيس الروسيّ إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سلّم الحريري دعوة لزيارة روسيا، خلال لقاء جمعهما أخيراً.
وفي الإطار السياسي، استقبل مساء أمس الرئيس ميقاتي في دارته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.