المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: يوسف فارس
السبت 23 تشرين الثاني 2024 11:46:37
تعتري الضبابية ما قيل عن تسوية امكن للبنان تعديل بعض بنودها مع الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين قبل ان يحملها الى إسرائيل التي دأبت منذ فترة على اغراق الأجواء بمواقف متناقضة تثير تساؤلات حول المرامي الحقيقية لتل ابيب من خلفها في هذا التوقيت حيث ان المستوى السياسي في إسرائيل يعمل منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية على إشاعة مناخات إيجابية حول اقتراب بلوغ تسوية مع لبنان مزامنا ذلك بإعلان عزم جيشه على توسيع ما يسميها المناورة العسكرية في لبنان .
بمعزل عن هذا التناقض الإسرائيلي والمواقف المتقلبة بين التصعيد والحديث عن تقدم في مسار التسوية وتبادل مسودات لها بين إسرائيل ولبنان وأميركا، فان لبنان بكل مستوياته الرسمية والسياسية يقارب التسوية المحتملة التي حضر الموفد الأميركي اموس هوكشتاين لمناقشة بنودها المرتكزة الى القرار 1701بحذر بالغ خصوصا ان الظاهر بالنسبة اليه هو المنحى العدواني المتواصل في القتل وارتكاب المجازر وتدمير البنى المدنية، علما ان ما يحكى عن ايجابيات ما هو الا حديث من طرف واحد أي من قبل إسرائيل التي ترمي الى تحميل لبنان مسؤولية ما ترفضه كما كانت تفعل في مفاوضاتها مع حماس .
رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون يقول لـ "المركزية" في السياق ان ما ينشر في بيروت ومن قبل المسؤولين اللبنانيين يبقى مفتقرا الى الدقة والصراحة . بدليل تصوير التسوية المعروضة وكأنها انتصار لحزب الله ولبنان في حين المقاربات الإسرائيلية والدولية وخصوصا الأميركية هي خلاف ذلك وترتكز اقله على تنفيذ القرارت الدولية وخصوصا 1559 مع حق التدخل عند الضرورة العسكرية .
وتابع : كان الاجدى بلبنان المطالبة بالعودة الى تطبيق اتفاقية الهدنة التي حفظت الاستقرار فيه من العام 1949 لغاية العام 1965 الى حين بروز السلاح الفلسطيني والتمرد على الدولة . هذه الاتفاقية كانت من دولة الى دولة في حين القرار 1701هو بين إسرائيل وحزب الله ، إضافة فان المكون المسيحي مغيب عما يجري من محادثات واتفاقيات كما فريق المعارضة أيضا وهذا غير جائز اطلاقا، علما ان المباحثات التي يجريها كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سواء مع هوكشتاين او سواه من الموفدين منوطة برئيس الجمهورية وبالتالي هي غير دستورية .
ويختم لافتا الى ان إسرائيل وبحسب ما ينشره اعلامها لن تقبل بوجود السلاح والمسلحين ليس في جنوب الليطاني فقط . هي تريد تجريد حزب الله من سلاحه على امتداد لبنان لمنعه من اطلاق الصواريخ من أي منظقة سيما وانه قادر على اطلاقها من البقاع اذا ما بقيت لديه . لذلك تحاول إسرائيل توسيع عملياتها البرية ودخول الأراضي اللبنانية من هناك .