المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 07:25:41
إسرائيل مهيّأة لتوسيع حلقة استهدافاتها أكثر لـ"حزب الله" في لبنان، فما الأسباب التي يمكن أن تحدو بحكومة تل أبيب إلى تفجير أكثر تضرّماً بدأت نيرانه؟ وكيف قد تتصرّف مع نظرية التفاوض مع لبنان التي حاول رئيس الجمهورية جوزف عون تزخيمها قبل بدء إعادة تكاثر اللهيب؟
يتبيّن أن السبب الأكثر إلحاحاً للعمليات الإسرائيلية هو التصدّي لمحاولة "حزب الله" إعادة ترميم بعض قدراته للتمدّد حربيّاً. يهتمّ الإعلام الإسرائيلي منذ أيام بإفشاء التحضير لتوسيع الضربات ضدّ "حزب الله" الذي يحاول بحسب السردية الإسرائيلية إعادة قوّته، من دون إغفال إمكان أن ينفّذ هجوماً قتاليّاً محدوداً ضدّ الجيش الإسرائيليّ. لا يلقى اقتراح التفاوض الديبلوماسي اهتماماً في الداخل الإسرائيليّ حاليّاً رغم أنه قد يتشكّل في "نهاية درب" بعد تحقيق ما بقي من أهداف حربية.
حكوميّاً، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الحكومة اللبنانية إلى تنفيذ نزع سلاح "حزب الله"، لافتاً إلى "عدم السماح للبنان بأن يتحوّل مجدّداً جبهة ضدّ إسرائيل". عسكريّاً، اعتبر الجيش الإسرائيلي قبل أيام أنّ ضربات إسرائيلية شُنّت على أهداف استخدمت لتصنيع عتاد لـ"حزب الله" الذي يحاول إعادة تأهيل قدراته.
هل هناك تحبيذ إسرائيليّ للتفاوض مع لبنان؟ يقول مدير التحالف الأميركيّ الشرق أوسطي للديموقراطية وعضو الحزب الجمهوريّ توم حرب لـ"النهار"، إنّ "إسرائيل تسعى إلى السلام مع معظم الدول العربية، لكنّ ثمة بؤراً أمنية. على لبنان التخلص عسكرياً من "حزب الله" والانتقال إلى سلام مع إسرائيل. هذا ما طرحته جماعات ضغط لبنانية - أميركية على إدارة الرئيس دونالد ترامب". يقلّل حرب إلى حدّ الاضمحلال من "قدرة السلطة التي وصلت إلى الحكم في لبنان على تحقيق السلام لأن بعضها متشعّب من الفكر الإيرانيّ وتبحث عن العودة إلى هدنة لا تفيد".
ويعتبر حرب أنّ "واشنطن تبحث عن التوصّل إلى تنفيذ اتفاق دفاعي مع لبنان لإعطاء ضمانة استقرار. كان الانتظار لإضعاف "حزب الله" لبنانيّاً بعد الحرب التي خاضتها إسرائيل. وهناك تفاهم حاليّ بين واشنطن وتل أبيب لتصعيد الضربات العسكرية الإسرائيلية على "حزب الله" حتى الوصول إلى إنهاء حالة "حزب الله" العسكرية أو على أن تقوم الدولة اللبنانية بمتابعة ما بقي من هذه المهمة.
يقول عضو الحزب الجمهوريّ جمال الهبر لـ"النهار" إنّه "ما من حاجة إلى مواجهات كبرى ولا ابتلاع إسرائيلي للجنوب اللبناني. يقوم الإسرائيليون بما يسعون إليه ولا حاجة للمخاطرة بحروب أخرى. رغم أنّه ليس ضمن اهتماماتها الأولية، لن تعارض إسرائيل أي اتفاق سلام مع لبنان لكن بشروطها. وسيكون مبتغاها عقد معاهدة إبراهيمية بعدما وصل اتفاق السلام إلى دولة كازاخستان القريبة جغرافياً من إيران".
في محصلة أجواء مراقبة وخبيرة في التطورات الإسرائيلية، لم يلقَ مقترح رئيس الجمهورية اللبنانية التفاوض للهدنة مع إسرائيل اهتماماً في تل أبيب حتى الآن على الأقلّ. وأيّ تفاوض قد تدعم الحكومة الإسرائيلية خوضه مستقبلاً سيكون لأكثر من إحراز هدنة، بل لبلورة معاهدة أمنيّة وسياسيّة. ما تبحث عن تحقيقه إسرائيل حالياً قبل أيّ ملفّ آخر، تنفيذ تحجيم محاولة "حزب الله" لإعادة تقوية قدراته العسكرية. والأولوية أيضاً لنزع ما بقي من سلاح، فيما يخفّ الارتياح لأداء السلطات اللبنانية في مهمة حصر السلاح. كلّ تلك المناخات تخفض من أيّ ترجيح للتوصّل بسرعة إلى تفاوض بين الدولتين.