إسرائيل لن توقف حربها ضد حزب الله.. دبلوماسيون يرجحون

فيما أعلن حزب الله علناً أكثر من مرة أنه سيوقف هجماته الحدودية على إسرائيل بمجرد أن توقف هجماتها على غزة، رجح المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكستين، مؤخراً ألا يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى استقرار الأوضاع تلقائيا في جنوب لبنان.

في حين أكد دبلوماسيون عرب وغربيون أن إسرائيل تبدي إصرارًا قويا على منع وجود مقاتلي حزب الله الرئيسيين على حدودها، خشية وقوع هجوم مماثل لهجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 أسيراً في السابع من أكتوبر، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

بدورها، قالت سيما شاين، المسؤولة السابقة في المخابرات الإسرائيلية، والتي ترأس حاليا برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي "إذا تم التوصل لهدنة في غزة، فهناك اتجاهان داخل إسرائيل، لكن انطباعي هو أن الاتجاه الذي يؤيد مواصلة الحرب على الحدود مع حزب الله هو الأقوى"، وفق ما نقلت رويترز.

القرار 1701
وتعمل واشنطن، من خلال هوكستين، وفرنسا على تقديم مقترحات دبلوماسية لنقل مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية بما يتماشى مع قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي ساهم في إنهاء حرب عام 2006 لكن التوصل إلى اتفاق لا يزال بعيد المنال في الوقت الراهن.

بينما يتخوف العديد من اللبنانيين أن يتكرر مشهد الحرب التي اندلعت في تموز من العام 2006، حيث شنت إسرائيل قصفاً عنيفاً وغارات دموية على مناطق واسعة في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن البقاع، ودمرت مئات الأبنية وسوتها بالأرض.

لاسيما أن حزب الله لا يزال يسعى حتى الآن إلى تحييد طهران، وطمأنتها أنه لن يجرها إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وأنه حاضر للقتال من دونها، والاستمرار في المواجهات من الجنوب اللبناني.

يذكر أنه على مدى الأشهر الخمسة الماضية، أظهر حزب الله، دعمه لحماس من خلال إطلاق وابل محدود من الصواريخ عبر الحدود الشمالية لإسرائيل.

إلا أن المواجهات بين الجانبين توسعت مؤخراً، وطالت مناطق في البقاع (شرق البلاد) ما فاقم مخاوف اللبنانيين من الغرق في حرب شاملة لن يتحمل آثارها البلد الغارق في أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة منذ 2019.

وأدت الضربات الإسرائيلية حتى الآن إلى مقتل أكثر من 200 من مقاتلي حزب الله ونحو 50 مدنياً لبنانياً منذ اشتعال المواجهات. فيما سقط 12 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين على الجانب الإسرائيلي.