إعادة انتشار للقوات الأميركية في سوريا... ترامب يهدد وأردوغان يتوعد

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بألا يسمح بإصابة أي جندي أميركي خلال التوغل التركي في المنطقة العازلة شمالي سوريا وأنه ستكون هناك مشكلة كبيرة إذا حدث ذلك.

وخلال مؤتمر صحفي، قال ترامب إن الولايات المتحدة تراقب الوضع وأملنا أن تقوم تركيا بما هو صواب، مؤكدا أنه ليس متحيزا لأحد بقرار سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.

وأضاف أنه يرغب في إعادة الجنود الأميركيين إلى الولايات المتحدة بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي بنسبة 100%.

وقال ترامب: "بعد القضاء على داعش لست مستعدا لأن أبقى ثماني سنوات أخرى في المنطقة وقد آن أوان إعادة جنودنا إلى ديارهم."

وأضاف الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة أهدرت كثيرا من الأموال في النزاعات الخارجية ولا يمكن لها أن تصرف أكثر على حروب الآخرين.

 

مسؤول أميركي كبير: تركيا لم تبدأ حتى الآن هجومها في سوريا

وذكر مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أن تركيا لم تشرع "حتى الآن" على ما يبدو في توغلها المتوقع بشمال شرق سوريا.

وقال المسؤول للصحفيين عبر الهاتف إن الجنود الأميركيين الخمسين الموجودين في المنطقة التي تستهدفها تركيا سينتشرون في أماكن أخرى في سوريا.

وأضاف أن قرار الرئيس دونالد ترامب إعادة نشر القوات لا يمثل انسحابا أميركيا من سوريا.

 

تركيا تحشد قواتها في  منبج شمال سوريا

الى هذا، أفادت مصادر محلية سورية لوكالة "سبوتنيك" بأن وحدات من الجيش التركي شمال سوريا توجهت، مساء اليوم الاثنين، نحو مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.

وأوضحت مصادر الوكالة أن هذه القوات تشمل رتل آليات ومدرعات للجيش التركي وتحركت نحو منبج من بوابة مدينة جرابلس شمال سوريا، والتي تسيطر عليها تركيا والفصائل المتحالفة معها من "الجيش السوري الحر" جراء عملية "درع الفرات" المنفذة من 2016 حتى 2017.

ويأتي هذا التحرك بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن القوات التركية وجهت، مساء الاثنين، ضربة إلى مواقع لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في تل طويل بمحافظة الحسكة، وسط أنباء متضاربة حول وجود خسائر بشرية جراء الهجوم.

وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت سابق من يوم الاثنين، أن بلاده عازمة على شن عملية عسكرية شمال شرق سوريا لتطهير المنطقة من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا وذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني".

 

انتقادات لاذعة لقرار ترامب

من جهة اخرى، استنكر زعيما مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين،الإثنين، قرار ترامب سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، والذي يخشى منتقدون أن يفتح الباب أمام ضربة تركية للمقاتلين الذين يقودهم الأكراد في المنطقة.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية، في بيان «هذا القرار يشكل تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار الإقليميين ويبعث برسالة خطيرة لإيران وروسيا وكذلك لحلفائنا مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد شريكا مؤتمنا».

 ودعت ترامب في البيان إلى «العدول عن هذا القرار الخطير».

أما زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل فقال في بيان «الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية من سوريا لن يصب سوى في مصلحة روسيا وإيران ونظام الأسد وسيزيد من خطر نهوض الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة مرة أخرى».

وبدأت واشنطن في وقت سابق الاثنين سحب قواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، بعد إعلان البيت الأبيض ليل الأحد أن تركيا "ستمضي قدما في عمليتها" العسكرية في المنطقة، وأن القوات الأميركية "لن تدعم العملية ولن تنخرط فيها ولن تتمركز بعد اليوم في المنطقة مباشرة" عند الحدود مع تركيا.

وحاول ترامب استيعاب ردات الفعل الرافضة لقراره موجها تهديدا الاثنين لتركيا بتدمير اقتصادها في حال "تجاوزت الحد".