المصدر: Kataeb.org
الكاتب: جولي مجدلاني
الخميس 20 شباط 2025 09:25:15
عادت المطالبة بإعادة تشغيل مطارٍ ثانٍ الى الواجهة بعد إدراج تأهيل مطار القليعات في البيان الوزاري وهو أشد ما يحتاجه لبنان راهناً، لاسيما بعد الحرب التي وضعت مطار بيروت قاب قوسين أو أدنى من دائرة الاستهداف لولا الضمانات الدولية والعناية الالهية التي جنّبت الركاب الكارثة الكبرى. فهل بات حلم تشغيل مطار ثانٍ سهل المنال؟
النائب الدكتور سليم الصايغ يشير في حديث عبر موقعنا الى أن الأمور الإدارية اليوم باتت بطبيعة الحال أسهل مع الحكومة الجديدة، وكان من المفترض أيضًا أن تكون سهلة مع حكومة نجيب ميقاتي فيما لو توفرت الإرادة الفعلية للفعل لا للقول، مضيفًا:" وضعنا كل الجهد الممكن قبل تفاقم الحرب بين حزب الله وإسرائيل سواء في لجنة الأشغال النيابية أو عبر توجيه سؤال لوزير الأشغال العامة والنقل ومن ثم عبر مراسلة رئيس الحكومة والأمر لم يكن يتطلب أكثر من قرار من الوزير الذي اختار عدم فتح مطار إضافي رغم المخاطر الأمنية الكبيرة، وشاهدنا جميعًا خروج شركات الطيران الأجنبية من مطار بيروت واعتكاف الشركات عن تسيير رحلات الى مطار بيروت، وهنا أستغل المناسبة لتوجيه التحية إلى طواقم الطيران التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط التي لم تتوقف عن الهبوط في مطار بيروت رغم الغارات الجوية التي لم تتوقف."
وردًا على سؤال حول الخطط للدفع بإتجاه إعادة تشغيل مطار ثانٍ، يقول:" الخطة واضحة الوزير ينفذ المخطط الذي يعده المجلس النيابي للنقل العام، وبالتالي على مجلس النواب إقرار خطة فتح أكثر من مطار في أكثر من منطقة وفق الحاجة الجغرافية والسكانية من جهة ووفق توفر الموارد الجغرافية بأقل كلفة ممكنة على الخزينة والتي نعلم جميعًا الأعباء الكبيرة عليها. إنما لا بد من الاشارة الى أن البيان الوزاري تعهد بفتح مطار القليعات وهذا تطور نوعي مهم جدا وهو هدية إلى كل لبنان عامة ومنطقة الشمال خاصة. وهذا يدل إلى أن تراكم العمل والمطالبة والمناصرة في هذا الأمر لا بد من أن تأتي ثمارها، فلا حق يموت ووراءه مطالب.
ولكن هل المطالبة بإعادة تشغيل مطار ثانٍ يعني غض النظر عن التجاوزات التي تحصل في مطار بيروت الدولي؟، يؤكد الصايغ في هذا الاطار أن سيطرة الدولة على كل المرافق العامة أمر مفروغ منه، ورقابتها على كل الواردات عبر تلك المرافق واجب، مضيفًا:" لدينا كامل الثقة بالأجهزة الأمنية والرقابية الرسمية والتي لم ينقصها شيء سوى القرار في المراحل السابقة، ولاحظنا جميعا عندما صدر القرار كيف تبدلت الأمور خصوصا في مطار بيروت."
الجدوى الاقتصادية
من الناحية الاقتصادية، يعتبر الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنيس أبو دياب لـ Kataeb.org أن إعادة تشغيل مطار ثانٍ سيفيد الاقتصاد الوطني خصوصًا منطقة الشمال.
ويشير إلى أن أكثر من 200 أسرة ستستفيد من فرص العمل التي سيوفرها التشغيل، إضافة الى أن قرب مسافة المطار سيوفر على أهالي الشمال مشقة وكلفة وأمن الإنتقال الى مطار بيروت.
ويضيف:" قرب المطار لسوريا من جهة الشمال سيعزز حركة الترانزيت بين البلدين من خلال الانتقال من مطار القليعات الى سوريا والعكس صحيح، إضافة الى أنه لا يمكن لدولة أن تتكل على مطار واحد وذلك لاسباب مختلفة منها لوجيستية وأمنية".
ويتابع:" من دون شك سيستقطب أيضًا شركات الشحن والطيران متفاوتة الاسعار وسيعزز وجودها، كما أنه سيوفر خيارًا آخرًا للمغتربين والقادمين الى لبنان خصوصًا وأن في مواسم الذروة يتجنب عدد كبير من السياح المجيئ بسبب الزحمة التي يشهدها مطار بيروت".