"إنزال" أميركي أمني في لبنان بغطاء دبلوماسي

"هجمة أمنية" أميركية على لبنان، بغطاء دبلوماسي، تمثلت بزيارة وفد من الخزانة الأميركية ضم إلى الدكتور غوركا، وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي، رئيس هيئة الأركان / الاستخبارات الإرهابية والمالية بيل باريت، نائب مساعد وزير شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سبينسر هورويتز، مستشار وكيل الوزارة مايكل رومايس، مدير شؤون الشرق الأوسط/ مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية (TFFC) دانيال جاكسون، مديرة مكافحة الإرهاب - والتهديدات / مجلس الأمن القومي (مكتب مدير الاستخبارات الوطنية) نانسي دحدوح، مدير تمويل التهديدات/ مجلس الأمن القومي ماكس فان أميرونغن، والمساعد الخاص للرئيس ونائب مدير مكافحة الإرهاب/ مجلس الأمن القومي رودي عطالله.

الوفد التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أبلغه أن لبنان يطبق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها.

وأشار الرئيس عون إلى أنه يندرج في إطار هذه الإجراءات، إقرار مجلس النواب تعديل قانون السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.
وأكد عون للوفد الأميركي أن الحكومة في صدد إنجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية والذي من شأنه أيضًا أن يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد .
ولفت إلى أنه في موازاة الإجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الأمنية على ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص وبالتالي إحباط أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة .

وتناول البحث أيضًا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في إطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعيًا ووفق النظم المالية المعتمدة دوليًا.

وعن الوضع في الجنوب أكد الرئيس عون ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تم التوصل إليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح. وجدد الرئيس عون التأكيد أن خيار التفاوض الذي أعلن عنه مرارًا ينطلق من أن الحرب لم تؤد إلى أي نتيجة، غير أن التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، لافتًا إلى أن هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى.

الوفد الأميركي أكد في المقابل الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملًا .

يُذكر أن غوركا كان أستاذ الرئيس جوزاف عون في «ناشيونال ديفنس يونيفرسيتي» في واشنطن.

أحد أعضاء الوفد كان استبق وصوله إلى لبنان بمقابلة مع وكالة «رويترز» أجراها في تركيا، ومما قال فيها إن الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من «فرصة سانحة» في لبنان تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن «حزب الله» والضغط عليه لإلقاء سلاحه.

وذكر هيرلي أن إيران تمكّنت من تحويل نحو مليار دولار إلى «حزب الله» هذا العام على الرغم من مجموعة من العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها.

وقال هيرلي إن «هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا استطعنا أن نجعل حزب الله يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده».

وأضاف أن الزيارة تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، وأن «المفتاح في ذلك هو التخلّص من النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها لحزب الله».

الوفد الأميركي يلتقي اليوم رئيس الحكومة نواف سلام ووزيري العدل والداخلية عادل نصار وأحمد الحجار وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، ضمن جولة يقوم بها على المسؤولين اللبنانيين.