إنزعاج خليجي يترجَم دبلوماسيا.. العتب الاكبر على مكوّن مسيحي يدعم تنظيماً ارهابياً

لا يحلو المنحى الذي تأخذه السياسة اللبنانية حيال موضوع حزب الله تحديداً، لدول الخليج، لاسيما المملكة العربية السعودية والامارات.  

ولم تتوان الدول الخليجية عن التعبير عن ذلك في اكثر من مناسبة رفضاً لمسار الامور التي "تجنح" نحو إبعاد لبنان عن محيطه العربي واشقائه التاريخيين وتحكّم حزب الله في مفاصل القرار فيه خدمةً لمشروع ايران في المنطقة. 

ولعل الموقف الابرز من "الانزعاج" الخليجي عبّر عنه العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز خلال القاء كلمة بلده في الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي عبر تقنية الفيديو، حيث شنّ هجوما حاداً على "حزب الله"، واصفا إياه بأنه "حزب إرهابي تابع لإيران"، لافتاً الى "ان انفجار مرفأ بيروت يأتي نتيجة هيمنة حزب الله على اتّخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح ما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية"، داعياً الى نزع سلاحه". 

ومع وصول الدول الخليجية الى قناعة بان حزب الله يخطف لبنان لمصلحة المشروع الايراني ضارباً عرض الحائط هويته العربية وسط "عجز" محلي عن مواجهته، بدأت تتحرّك "دبلوماسياً" من اجل ايصال رسالة الى المسؤولين تعبّر فيها عن عدم رضاها عما يحصل للبنان الذي يفقد تدريجياً دوره المتميّز في المنطقة، بعدما كان مستشفى العرب ومدرستهم ومقصداً للسيّاح الخليجيين. 

ويأتي في سياق الحراك الدبلوماسي الخليجي ما كشفته مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" عن ان السفيرالسعودي وليد بخاري الذي غادر بيروت منذ ايام متوجهاً الى المملكة بصورة مفاجئة من دون اي اعلان، لن يعود قريباً لممارسة عمله في السفارة، وهو اخذ إجازة "طويلة" يبدو ان تاريخ إنتهائها مرتبط "بتغيير" اتّجاه البوصلة في لبنان لتعود الى وجهتها العربية الطبيعية".  

اما الامارات ومع مغادرة سفيرها حمد سعيد الشامسي بعد اسبوعين الى مصر للالتحاق بمركز عمله الجديد في القاهرة، فتتّجه بحسب المصادر الدبلوماسية الى عدم تعيين سفير بديل عن الشامسي بل الى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي في هذه المرحلة من سفير الى قائم بالاعمال"، ولفتت الى "ان هذا الامر سينسحب ايضاً على دول خليجية اخرى". 

هذه الرسائل الدبلوماسية من قبل الدول الخليجية لا تعني وفق المصادر "نفض اليد" من لبنان والتخلّي عنه، بل تعكس "عتباً خليجياً" على السلطة والمسؤولين والحكومات  المتعاقبة التي لم تفِ بما وعدت به، خصوصا اعتماد سياسة النأي بالنفس ووقف الحملات عليها، لاسيما على السعودية وملكها وولي عهدها، فضلاً عن وقف تدخل حزب الله في شؤون الدول العربية". والعتب الخليجي الاكبر بحسب المصادر الدبلوماسية العربية "هو على فريق مسيحي محدد، اذ كيف يدعم تنظيماً مسلّحاً قوّض سلطة الدولة وعطّل مؤسساتها الدستورية  وادخل لبنان في صراع المحاور في وقت كان المسيحيون ولا يزالون يتمسّكون بمنطق الدولة والمؤسسات الشرعية وناضلوا عبر التاريخ من اجل تثبيت سلطتها وسيادتها".  

على اي حال، اكدت المصادر "ان دول الخليج تنتظرولادة الحكومة الجديدة التي كُلّف الرئيس سعد الحريري تشكيلها للوقوف على هيكليتها وتركيبتها بعدما اعلن الرئيس الحريري انها لن تكون سياسية وانما تضمّ وزراء من اصحاب الاختصاص ومستقلّين تكون مهمتها تنفيذ المبادرة الفرنسية ضمن مهلة ستة اشهر كما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما اجتمع مع الكتل السياسية في قصر الصنوبر".