إيران تشتعل بانفجاراتها وتحرُّك عسكري أميركي باتّجاه لبنان... إنفجار في مكان ما!؟

تتوضّح المخاطر الأمنيّة المحيطة بلبنان والمنطقة يومياً. وينطلق الوضوح في آخر فصوله، من عملية اغتيال المحلّل السياسي والخبير الأمني العراقي، هشام الهاشمي، على يد مسلّحين تابعين لميليشيات مدعومة من إيران، بحسب بعض التقارير الأمنية.

فتلك العملية ملفتة من حيث الدّلالات التي حملتها بحسب بعض المراقبين، والتي ترتبط برأيهم ببدء زمن جديد، لأن استهدافه (الهاشمي) يشكّل رسالة مباشرة الى رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الذي يقع على مفترق تقاطُعات أميركية - عربية - إيرانية، شديدة التّعقيد. كما أن اغتياله لن يكون العملية الأخيرة في حلقة الصّراع الأميركي - الإيراني، في العراق، كما يبدو بحسب مؤشّرات كثيرة.

منشآت حسّاسة

وفي موازاة ذلك، لا تزال فصول الإنفجارات تتوالى في منشآت إيرانيّة حسّاسة، في شكل يطرح أسئلة عن احتمالات الردّ والتوتير، بعد توضُّح ملابساتها. وكلّ ذلك يحصل بموازاة صراع تركي - سعودي على امتداد المنطقة أيضاً.

وفي السياق عينه، زار قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث فرانكلين ماكينزي لبنان، والتقى عدداً من المسؤولين، في وقت أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، جوول ريبورن، أن قانون "قيصر" لا يشمل إستثناءات "للأصدقاء"، لافتاً الى وجود مواد مهرّبة في الشاحنات التي تعبر من لبنان الى سوريا، متمنّياً عدم الاضطّرار لفرض عقوبات.

لا اعترافات

أشار العميد المتقاعد خليل الحلو الى أن "الصراع الأميركي - الإيراني بلا حدود جغرافية، وهو يتركز في الشرق الأوسط، ولا سيّما في منطقة المشرق العربي، مروراً باليمن والبحرين، وصولاً الى فنزويلا، وهو يُتَرجَم بأفعال على الأرض، بعضها غير مُعلَن عنه".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "أنباء الإنفجارات في إيران هي صحافية في شكل أساسي، ولا يُمكن الحصول على معطيات حول تفاصيلها وأمكنتها الحقيقية، من مصادر مستقلّة كبيرة. كما أنّنا نجد أن لا الإيرانيين يعترفون بأنها أعمال عدوانية، ولا من ينفّذها يُعلِن مسؤوليّته عنها. وهذا يعني أن منفّذها لا يريد أن يستجلب أي ردّ إيراني، ولا طهران تعترف بعمل عدواني متكامل، وذلك بهدف أن لا تُصبح مضطرّة للردّ، لأنها غير قادرة على ذلك. وأي ردّ لها سيكون صُوَرياً ومحدوداً جدّاً، وبلا هدف ثمين".

ورأى أن "مقتل الهاشمي، المقرّب من الكاظمي، يدخل ضمن هذا الصراع، مع رسالة إيرانية واضحة للعراقيّين تقول إذا مشيتُم ضدّنا، فهذا سيكون مصيركم. أما في لبنان، يُمكن لقانون "قيصر" أن يخنقه خلال خمس دقائق. ولكن رغم ذلك، لا نشعر بمفاعيل هذا القانون حتى الساعة، بل نحن نعيش نتائج سوء الإدارة والفساد، وعدم تشجيع الإستثمارات الأجنبية والعربية".

انفجار

ووافق الحلو على وجود "صراع تركي - سعودي، ولكن وتيرته خفيفة في الوقت الحاضر، بمعنى أن لا اغتيالات تحصل في تركيا بتنفيذ من الإستخبارات السعودية، ولا اغتيالات تحصل في السعودية بتنفيذ من الإستخبارات التركية. فضلاً عن أن تركيا لا تُرسِل أسطولها البحري ليستفزّ السعودية على سواحل البحر الأحمر. فالصّراع الأساسي بين أنقرة والرياض يتمحور حول التحالف التركي - القطري".

وأوضح:"الصّراع الأقوى يُترجَم بين تركيا ومصر، في ليبيا. فتركيا لا تتدخل في الخليج ضدّ السعودية بشكل فاعل، إلا من خلال بناء القاعدة العسكرية البحرية في قطر. ولكن تلك القاعدة ما صارت ممكنة إلا بقبول أميركي، وحتى إن التدخّل التركي في ليبيا يحظى بموافقة أميركية، وذلك رغم أن القاهرة هي حليفة واشنطن".

وشرح:"حسابات الولايات المتّحدة الأميركية استراتيجية، وليست شرق أوسطية آنية فقط، وذلك لأن تركيا ستعود في النهاية الى علاقات متأزّمة مع روسيا، وتفاهماتها الحالية معها لن تدوم.

وختم:"الوضع في الشرق الأوسط بالغ التعقيد والدقّة، ولا بوادر لحلول مستدامة أو عادلة، ولا وجود حتى لبوادر حلّ دولي، لا على مستوى الصّراع العربي - الإسرائيلي، ولا حتى على صعيد تفاهمات بين العالم العربي وإيران، وذلك بموازاة غياب أي جهد أميركي كافٍ لفرض الحلول. وبالتالي، يتّجه الوضع نحو مزيد من التأزُّم، وربما الى انفجار في مكان ما، يمكنه أن يؤول الى بعض التفاهمات".