إيران تهرّب أسلحتها قرب القواعد الروسيّة وظريف يصطاد الغرب بديبلوماسيّة مكسورة!؟

تُستَكمَل المفاوضات النووية في فيينا، قبل أسابيع من تغيير الوفد الإيراني المُفاوِض، بعد الإنتخابات الرئاسية الإيرانيّة في حزيران القادم، وعلى وقع تثبيت أمر واقع إدخال جيران إيران العرب في مسار "فيينا - 2".

فالمبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، أجرى نقاشاً مع ممثّلي دول مجلس التعاون الخليجي، حول محادثات "خطة العمل المشتركة الشاملة"، والأمن الإقليمي. فيما أبدى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان مرونة، إذ قال إن إيران دول جارة، ونريدها مزدهرة، وإن السعودية تعمل مع شركائها لحلّ الإشكاليات الموجودة معها. 

طُعْم؟

أما إسرائيل، فوضعها مختلف، إذ إنها تطّلع على كلّ "شاردة وواردة" مرتبطة بمسار فيينا، ولكن دون أن تُظهِر أي ردّة فعل، سوى ما يتعلّق بالتشدُّد تجاه إيران، وبرفض أي اتّفاق معها، وبمنعها من امتلاك سلاح نووي.

وبموازاة ذلك، يظهر تسريب التسجيل الذي يحوي نفحات غير تقليديّة، الى حدود معيّنة، لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، والذي يتحدّث فيه عن دور واسع وغير بنّاء لقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" (الراحل) قاسم سليماني، ولروسيا، وعن أمور أخرى، (يظهر) كطُعْم إيراني للأميركيين والغربيين، يحاول أن يصطادهم بالإسراع في الإتّفاق مع الإدارة الإيرانيّة الحاليّة التي سترحل بعد أسابيع. 

أكثر مرونة

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "توجّهات الإدارة الأميركية واضحة حول محاولة الوصول الى اتّفاق مع ايران. ومن هذا المُنْطَلَق، بدأت بعض الدول العربية بتخفيف حدّة مواقفها تجاه طهران، إذ لا يُمكن للدول الخليجية العربية أن تذهب أبعَد من واشنطن، ولا أن تزايد عليها في الملف الإيراني".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "وضع حدّ للتوسّع الإيراني في المنطقة، ليس سهلاً، وهو ما يرفع حظوظ تنظيمه الى حدود معيّنة. ورغم أن الدول الخليجية ترغب بإخراج إيران من ساحات العالم العربي، إلا أنها أصبحت، بسبب استحالة ذلك في الوقت الراهن، أكثر مرونة حيال مسار فيينا، لأنه يُنهي الفوضى الأمنية السائدة حالياً. وما يسهّل ذلك، هو الطمانينة الخليجية النسبيّة تجاه التعاطي الروسي مع إيران، في سوريا تحديداً". 

القواعد الروسية

وتوسّع المصدر:"الديناميكية الروسية الحاضرة في مسار فيينا تُريح العرب، لأنها تضع الإنزعاج الروسي من الوجود الإيراني العسكري في سوريا، والذي يجعل روسيا على تماس مباشر مع إسرائيل، على طاولة المفاوضات النووية".

وشرح:"إيران تستفيد من القواعد الروسيّة الموجودة في سوريا، لتمرير أسلحتها (إيران) المهرّبة، عبر المرور بها على مقربة من تلك القواعد (الروسيّة)، انطلاقاً من أنها محميّة من الهجمات الإسرائيلية. ولكن هذا الوضع يعرّض موسكو لاحتكاكات مباشرة مع تل أبيب، في أي وقت. فضلاً عن أن موسكو غير قادرة على تقاسُم السيطرة العسكرية في سوريا مع طهران، بالشّكل اللازم. ولذلك، تعمل روسيا على تحجيم الحضور الإيراني هناك". 

مشاريع الغاز

وأكد المصدر أن "العرب والروس يستفيدون معاً من الحساسيّة المتزايدة الموجودة في صفوف الجيش السوري، والنّظام السوري، تجاه إيران".

وأضاف:"الجيش السوري لا يزال يتصرّف، كما كان يفعل خلال التسعينيات، أي عندما كان هو ينظّم إيقاع الحضور الإيراني السياسي والعسكري في المشرق العربي، في ذلك الوقت. وأما الآن، فالميليشيات الإيرانية في سوريا تتصرّف وكأنها مُنقِذَة دمشق، ونظامها، وجيشها، وعلى أساس أنها هي المُنتَصِرَة على الأعداء. وهذا يؤدّي الى حساسيات وصدامات متكرّرة، في عدد من المناطق السورية".

وتابع:"تحاول موسكو الإستفادة من هذا الوضع بالحدّ الأقصى، وتضعه في خلفيّة محادثات فيينا النووية مع إيران، بما يخدم العلاقات الروسية مع العرب وإسرائيل، ودون أن تمسّ بعلاقاتها (موسكو) مع إيران، وذلك بسبب مشاريع الغاز الروسيّة - الإيرانيّة - التركية المشتركة". 

في الدّاخل

وعن الطُّعْم الإيراني المتعلّق بتسريب التسجيل لظريف، رأى المصدر أن "الإدارة الإيرانية الحالية تحاول انتزاع ولو أي تفاهم مع الغرب، لتنتصر به داخلياً قبل رحيلها".

وختم:"كما أن تلك الإدارة تحاول تعزيز موقعها في فيينا حالياً، عبر الإيحاء بأن التفاهُم معها هو أضمن من ذاك الذي يُمكن إبرامه مع الإدارة الإيرانية الجديدة بعد حزيران القادم، والتي قد تسقط معها إمكانيات الوصول الى تفاهمات، إذا كانت متشدّدة".