المصدر: الجريدة الكويتية

The official website of the Kataeb Party leader
الأحد 31 آب 2025 21:01:34
في إطار محاولاتها للحؤول دون إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها، أعربت طهران عن استعدادها لتعليق تخصيب اليورانيوم، في استجابة جزئية للشروط التي طالبت بها الترويكا الأوروبية لوقف تفعيل «آلية الزناد» التي تعيد تلك العقوبات.
أبدت إيران انفتاحها على تعليق مؤقت لتخصيب اليورانيوم، في محاولة لثني «الترويكا» الأوروبية، التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا، عن المُضي في تفعيل «آلية الزناد» المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، التي تعيد العقوبات الأممية على طهران.
وأفاد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «الجريدة» الكويتية بأن هذا الموقف، جاء في إطار وساطة أوروبية انخرطت فيها دول مثل النرويج والمجر وإيطاليا، لتقريب وجهات النظر بين إيران و«الترويكا الأوروبية».
ووفق المصدر، وافقت طهران كذلك على عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية إلى أراضيها ضمن جملة شروط، أبرزها أن تعلن الدول الأوروبية دعمها المبدئي لـ «حق إيران المعترف به دولياً»، وأن تقدّم ضمانات بعدم تسريب المعلومات التي يجمعها مفتشو الوكالة أو استغلالها في أي عمليات عسكرية ضدها، كما تطالب أن تدين الدول الأوروبية بشكل أو بآخر الهجوم الأميركي - الإسرائيلي على منشآتها النووية خلال حرب الـ 12 يوماً في يونيو الماضي.
وكشف المصدر أن طهران أبلغت الدول الأوروبية الوسيطة، أنها منفتحة على المفاوضات مع واشنطن، لكنها لن تقبل أن تتحول تلك المفاوضات إلى وسيلة لانتزاع الحقوق، كما شددت على أن برنامجها الصاروخي وتحركاتها الإقليمية خارج أي نقاش متعلق بالملف النووي.
وكانت «الترويكا» قد وضعت 3 شروط لوقف إجراءات «آلية الزناد» قبل مرور مهلة الـ 30 يوماً اللازمة لإعادة فرض العقوبات، وهي استئناف المفاوضات مع واشنطن، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى مواقع طهران النووية، والكشف عن مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم العالي التخصيب.
إلى ذلك، شدد المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، أمس، على أهمية تعميق العلاقات مع الصين «لدفع تغييرات جوهرية في الشؤون الإقليمية والعالمية»، في سياق الضغوط المتزايدة من جانب الغرب. وقال خامنئي، في رسالة نشرها على منصة «إكس»: «إن إيران والصين، بما تحملانه من حضارات عريقة على طرفي آسيا، تمتلكان القدرة على إحداث تحولات في المنطقة والعالم». وأكد أعلى سلطة سياسية ودينية في الجمهورية الإسلامية، أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب من طهران وبكين التنفيذ الكامل لاتفاق الشراكة الاستراتيجية الموقَع عام 2021، الذي يضع إطاراً شاملاً للتعاون في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والطاقة والأمن. ويهدف هذا الاتفاق إلى ترسيخ العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية.
وتأتي دعوة خامنئي في وقت تتصاعد التوترات مع الغرب، عقب الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، والهجمات التي شنتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية. وتزامنت رسالة المرشد الأعلى مع زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى مدينة تيانجين الصينية، حيث يشارك في القمة الخامسة والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون.
وقال مصدر لـ«الجريدة»، إن محاولات إيران للتقارب مع الصين تأتي وسط توترات ومخاوف من علاقتها مع روسيا.
وأفاد المصدر بأن طهران رفضت أخيراً اقتراحاً روسياً للتفاوض حول توقيع إيران اتفاقاً دفاعياً مع روسيا يماثل الاتفاق بين روسيا وبيلاروسيا، ويسمح خصوصاً لموسكو بنشر صواريخ نووية في إيران.
وأشار المصدر إلى أن إيران باتت تشكك في مصداقية روسيا في أي اتفاق دفاعي بعد موقف روسيا مما جرى في سورية، حيث تخلت عن نظام بشار الأسد، وما جرى في أرمينيا حين تخلت عن يريفان بعد الهجوم الأذربيجاني الذي سيطرت خلاله باكو على إقليم ناغورني قره باغ. ووفق المصدر، فإن العلاقات الروسية - الإسرائيلية الوثيقة تثير مخاوف في طهران، خصوصاً بعدما جرى في حرب الـ 12 يوماً، علماً أنه لطالما كانت هناك اتهامات لموسكو بالتعاون مع إسرائيل ضد القوات الإيرانية في سورية.