إيلي الحاج يستذكر جوزف ابو خليل... هذا قاله لي سامي الجميّل في الـ2016

كتب الصحافي إيلي الحاج عبر صفحته على "فايسبوك"

بلا مناسبة وددتُ هذا الصباح توجيه تحية إلى ذكرى الإستاذ جوزف أبو خليل ، "عمو جوزف"، أول شخص فتح أمامي باب العمل في الصحافة (1983)، كان رئيس تحرير جريدة "العمل". أشرف وأنزه الناس، بالواقع وليس الشعار، ومن أكثرهم ثقافة، ومدرسة في الوفاء للمبادئ والزهد والترفع ، وعشق لبنان والحرية.

كان الأستاذ أبو خليل يكتب "التصريح اليومي" لمؤسس الحزب بيار الجميّل، ولكن ليس قبل جلسة قصيرة معه يوضح فيها ما يريد أن يقول. وأذكر أن الكثير من تلك التصريحات كان يُقابَل بانتقادات في "بيئة الحزب"، لأن صدر بيار الجميّل ضاق بالعنف والحروب وكان يُبشّر على الدوام بيوم يلتقي فيه المسيحيّون والمسلمون على إنقاذ وطنهم تحت لافتة "لبنان أوّلاً". للأسف لم تتحقق هذه البشارة إلا على دم الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط و14 آذار 2005 في ساحة الشهداء، تحت شرفة بيت الكتائب، بعد 11 سنة على إغلاق الشيخ بيار الجميّل عينيه إلى الأبد.

 لا يستهٍن أحد بمواقف رئيس الحزب التاريخي. أذكر مرّةً قال لي الدكتور سمير جعجع "لو عاش الشيخ بيار الجميّل عشر سنوات أخرى لكان علينا أن ننتظر 10 سنوات لنعمل انتفاضة 12 آذار 1985 . كان قادراً أن يمحونا بكلمة".

أكتب ذلك لأنّي قرأت انتقادات، بعضها شنيع ومُعيب، لدعوة رئيس الكتائب سامي الجميّل في البرلمان إلى اعتراف اللبنانيين بشهداء بعضهم البعض في سياق تسويقه فكرة عقد مؤتمر للمصارحة والمصالحة في المجلس على غرار جنوب أفريقيا. وفي ظروف أخرى على مشارف سراب سلام لبناني دعا الرئيس الشهيد بشير الجميّل "القوّاتيّين" إلى احترام شهادة الذين قاتلوهم ونُصُبهم وتماثيلهم . ليت المنتقدين اليوم يعودون إلى التاريخ قليلاً.

افهم أن يكون كثيرون هنا وهنالك رافضين الخروج من متاريس 1975 الفكرية، خصوصاً في غياب ثقافات حزبية ودينية واجتماعية تشجع على هذا المنحى، والتركيز على عبادة أشخاص تستدعي القضاء على تنوّع الرأي والانفتاح على الآخر المختلف.

ولَم أكُن في حياتي حزبياً لكن كلمة تُقال.

قال لي سامي الجميّل في 2016: سندفع ثمناً غالياً لقاء معارضتنا انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً. هناك جرّافتان كبيران عند المسيحيين ستلتقيان على إزالتنا، ويمكن لا يعود لنا وجود  في البرلمان ونخسر كلنا. ولكن في النهاية، نحن حزب الكتائب، كَيفما بَرَمنَاها، لا نستطيع أن ننتخب مرشح "حزب الله".