حزب الكتائب يكرّم جوزيف ابو خليل في ذكرى رحيله: قدوة وبوصلة لكل كتائبي

كرّم حزب الكتائب نائب رئيس الحزب الرحل جوزيف أبو خليل في ذكرى غيابه في حفل اقيم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث اجتمع الكتائبيون لرفع التحية الى "عمو" كما عرفوه وأحبوه.

الحفل حضره الى جانب رئيس الحزب النائب سامي الجميّل عائلة المكرم ونائبا رئيس الحزب ميشال الخوري وبرنار جرباقة، النائب الدكتور سليم الصايغ، امين عام الحزب سيرج داغر ونوابه، النائب اديب عبد المسيح، أعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي.

ولفت رئيس الكتائب الى وجود عمو في صلب الكتائب والمسار الوطني ولم يكن هناك لحظة بتاريخ الحزب لم يكن هو في داخلها ولم يغب عن كل مواقع الكلمة من جريدة العمل الى إذاعة صوت لبنان وسواهما منذ أيام الرئيس المؤسس، والى جانب الرئيس الشهيد بشير الجميّل خلال فترة صعوده من العام 1975 الى استشهاده ثم الى جانب الرئيس أمين الجميّل خلال فترة العهد اذ كان مؤتمناً على الحزب وكان حاضرا في كل المراحل حتى ما بعد فترة نفي الرئيس الجميّل الى فرنسا مؤكداً انه لم يترك الصيفي الا عندما خرج الحزب عن خطه التاريخي.

ولفت رئيس الكتائب الى ان "جوزف أبو خليل كان عراب عودة الرئيس الجميّل الى لبنان والمواكب الاول للوزير الشهيد بيار الجميّل منذ فترة لم الشمل الكتائبي عام 1995 الى عودة الرئيس الجميّل وتأسيس الحركة الاصلاحية التي كان عرابها الاساسي ومواكبة بيار وقرنه شهوان وتأسيسها و14 آذار وتأسيسها".

أضاف:" كان بصلب العمل السياسي للحزب جانب الرئيس المؤسس من دون ان ننسى ان الناس كانوا ينتظرون موقف الشيخ بيار اليومي وهو كان يقرأ ما أعدّه عمو جوزف ويوافق عليه على قدر ما كانت ثقته به كبيرة وصولا الى فترة الحرب ونشوء المقاومة الكتائبية ثم المقاومة اللبنانية ثم الجبهة اللبنانية الى عهد الرئيس الجميّل وانتخاب بشير والنفي وعودة الرئيس و14 آذار والاغتيالات، كل تلك المحطات كان "عمو" بصلبها وكان البوصلة والعراب لان كل مؤسسة بحاجة الى عراب بمعنى الصخرة الصلبة والبوصلة التي تدل على الطريق الصحيح وكان هو البوصلة التي تمنع الخطأ وتذكّرنا كيف يتصرّف الكتائبي وتعلّمنا منه الكثير ونطبّق ما تعلمناه منه بحياتنا الحزبية والشخصية وطريقة تعاطينا مع الآخرين".

وتوقّف الجميّل عند علاقته الشخصية بجوزيف أبو خليل فقال:" كان يكفيني ان أنظر اليه كي أرى إذا كان راضيا او لا، وكان دائماً ايجابياً اي ان هناك دوماً حلولا ولديه نظرة ايجابية للمستقبل، عندما انتخبت كنت مقتنعا ان الكتائب كي يستمر يجب ان يقوم بثورة على الذات ويتطور بالخطاب وآليات العمل وشكله، واللافت هنا ان "عمو جوزف" كان الأكثر ثورة في الحزب وعندما كنت اقول "لا" كي أرضي بعض الاشخاص ولا نخلق أزمة مع بعضهم كان هو يشجعني ويدفع باتجاه الثورة على الذات".

وأكد ايمانه انه "من دون الثورة على الذات لن تستمر الاحزاب والحزب الذي لا يكون ثورة وبتطور دائم لن يبقى وهذا ما ساعدني عليه "عمو" جوزف ولم يتركني يوما ".

وختم الجميّل قائلا:"لا يمكن ان اتكلّم عن "عمو" ببضع دقائق ولكن يجب أن أقدّم أيضا شهادتي بشخص كان ركيزة لعمو وهي السيدة تريز عقيلته وهي الجندي المجهول الى جانبه ولها الفضل الأكبر بمسيرته والتزامه السياسي والأخلاقي وهي السند الأساسي له وشخصية استثنائية".

وافتتح الأمين العام للحزب سيرج داغر حفل التكريم بكلمة قال فيها ان هذا الحفل جاء بعد تأجيل بسبب الأوضاع التي كانت سائدة وهو اليوم يقام لأن على الجيل الجديد ان يتعرف على "عمو" هو المتواضع الذي لم يطلب شيئاً لشخصه وأضاف :" انت القلب والعقل والرؤية والعاطفة والشباب الدائم وفي هذه الأوقات المصيرية نحن بحاجة الى حكمتك انت الذي حملت مهاماً والقاباً كثيرة في الحزب ولبنان ولكن لقبك بقي "عمو" وقد التقينا اليوم لنتحدث عنك ونسمع عنك وختم :"نحن نحبك واشتقنا اليك".

وقد تحدث للمناسبة النائب الدكتور سليم الصايغ الذي قال :" ان عمو تخطى الكثير من العراقيل التي اعترضت طريقه في عمله الحزبي وآمن بالرئيس المؤسس وآمن بالمؤسسة فكان مستشاراً للرئيسين بشير وامين ولشهيدنا بيار وقائداً في الحركة الاصلاحية وكان فائق الاعجاب بمسار رئيس الحزب النائب سامي الجميّل.

ونقل عن ابو خليل قوله ان طموح الكتائبي يجب ان يكون للبنان لافتاً الى انجاز المصالحة التاريخية في الصيفي مع الفلسطينيين والتي:"حضرت لها مع عمو الذي كانت له اليد الطولى في تسميتي نائباً لرئيس الحزب آنذاك، مؤكدا ان ابو خليل كان ينبض بروح الشباب وكان يحضّنا على اتخاذ المواقف بشجاعة فالشاب هو من يملك ارادة التغيير كما عمو.

كما تحدث عضو المكتب السياسي الاستاذ وليد فارس عبر زوم مباشرة من فرنسا فشرح عن علاقته المميزة مع ابو خليل ومدى تعلقه بحزب الكتائب وايمانه به طوال حياته،معيداً علاقتهما الى ما قبل الحرب منذ ايام الدراسة عندما كانت جريدة العمل تحمل مقاله الذي شكل البوصلة لنا جميعاً .

ولفت الى ان ابو خليل زاهد بالمناصب وصاحب مبادرات وانجازات ومنها صوت لبنان عندما صدح صوته :" هنا اذاعة صوت لبنان" اضافة الى صحيفة العمل .

واعتبر فارس ان ابو خليل كان مثالاً للكتائبيين ولكل حزبي يرغب ان يسير على الطريقة التي ارادها المؤسس الذي بدوره كان قدوة للكتائبيين مؤكداً على المحبة والانضباط وهما الصفتان اللتان يجب ان تحكما علاقة الكتائبيين وكان يشدد ان على الكتائبي ان يكون راهباً او رسولاً كما كان يوصي المؤسس.

كما تحدث للمناسبة  المفكر الرفيق  الدكتور شفيق مقبل الذي رافق ابو خليل في معهد الادارة والتدريب وتوجه اليه بالقول :" بوقار وتشرف اتوجه اليك يا استاذي الكبير. اردته مطبخاً سياسياً فوجدناه  رفاقي وانا مدرسة ننتظر صفوفها اسبوعياً وتشدنا اليها.

واضاف احاول ان افهم هذا المزيحج المتزن المتوازن والساحر من العمل والتفاني والعنفوان والاخلاص والحرية والكرامة والاباء والمسؤولية والتجرد والتواضع. وجدت توازناً دقيقاً بين الفكر والايمان شكل لديك اساس بنيان معرفي حضن خياراتك العقلانية دوماً وكم رددت امامنا ان لبنان مشروع يستحق التضحية من اجله واخترت التضحية بعقلانية .

لا عجب ان يكون عمرك من عمر لبنان ولا عجب في اخلاصك للمارد المؤسس وتعاليمه  وكم اردت ان تنقلها الينا بفخر، لم تقبل ان تكون الكتائب مجرد حزب بل اردتها ان تكون مشروع وطن.

لم تخف خياراتك بل اخترتها دون ان تجعل منها ادوات جارحة ،عرفت ان تختار في اللحظات الصعبة وكثيرة تلك التي عايشتها وعرفت على من تراهن حتى اللحظات الأخيرة وكم كنت صائباً في رهاناتك.

كي لا نخطأن التقدير، لا يترجم مزج الفكر والايمان دون فضيلة العمل فالفكر يبنى والايمان يسقى.

لم اعاصر اعمالك العديدة في الاذاعة والصحافة لكنني شاهدتك تكتب وتطبع كلماتك وفصول كتابك على الكومبيوتر، الايمان الحقيقي البناء يعطي القوة للعمل والفكر الصافي المتوازن يدفع الى الحداثة.

عمو يا ستاذي الحبيب، عرفت اهمية لبنان الرسالة وها هو عالمنا يفتقدها من دون ان يعلم. 

وختم لو سئلت ماذا كان ليقول عمو في هذه المرحلة لأجبت دون تردد، لا يجب ان نفقد الايمان بلبنان الحرية والكرامة . نشهد انه في البدء كانت الكلمة.

وكانت كلمة لكريمته التي  استذكرت علاقته بوالدها والقيم التي كان يزرعها فيها منذ الصغر من احترام لبنان وارضه كما لفتت الى رفضه اي هدية من اي مصدر كانت وقد رفض الكثير منها.

ولفتت بو خليل الى ان والدها وعلى الرغم من مواقفه الثابت لم يجد من يكرهه حتى في اعتى خصومه بل كانت علاقته معهم يحكمها الاحترام المتبادل مؤكدة ان كلامه عبر المنابر الصديقة والخصم كان نفسه ولم يتردد يوماً بالمجاهرة برأيه في عز الاحتلال والصعاب وحتى في ايام الاقامة الجبرية التي خضع لها بعد كتابته مقالات يرفض فيها الاتفاق الثلاثي وكيف ربطته علاقة طيبة بالحراس الذين اوكل اليهم مهمة احتجازه وكيف انهم كانوا يمررون له سراً الصحيفة السوداء التي كانت تصدرها في الخفاء الرفيقة المناضلة الراحلة جوسلين خويري.

وختمت قائلة ان الكلمة والحقيقة لهما وقع اكبر من وقع البارودة وارصاص وقد حافظ عليهما بو خليل حتى آخر رمق.

وقد عرض في خلال التكريم فيلمان وثائقيان من اعداد جهاز الاعلام في الكتائب  تناولا اهم المراحل والمواقف في حياة جوزيف أبو خليل وما هي الكتائب بالنسبة اليه.

وقد تسلمت كريمة أبو خليل ريما أبو خليل شرتوني من رئيس الكتائب درع الرئيس المؤسس وهو اعلى وسام في الكتائب وقد حفر عليه: "تقديراً لضمير الكتائب وذاكرة لبنان، معلم ورفيق الأجيال الكتائبية، الى " عمو" جوزيف أبو خليل قدوة الوفاء والالتزام الحزبي والوطني تخليداً لذكراه كما ذكرت الرفيقة باسكال طرزي التي قدمت الحفل.