المصدر: جريدة الأنباء الكويتية
السبت 18 تشرين الأول 2025 23:31:05
تنشط الاتصالات بين كبار المسؤولين اللبنانيين والمعنيين بملف المفاوضات مع إسرائيل، بهدف التوصل إلى تفاهم وطني يكون مقبولا بالحد الادنى من معظم الأطراف اللبنانية للتوجه به إلى القوى الدولية الراعية للوضع في لبنان. وتأتي الاتصالات لتأمين العمل على إنجاح المساعي الرئاسية، بهدف وضع حد لما يحصل من عدوان إسرائيلي مستمر على لبنان.
وقال مصدر سياسي بارز لـ «الأنباء»: «ترمي الاتصالات الجارية بكثافة واهتمام، إلى السير بموضوع المفاوضات بموازاة ضغط دولي لوقف العدوان الإسرائيلي الذي بلغ ذروته في الأسبوعين الأخيرين».
وتابع المصدر: «كان رئيس الجمهورية سباقا في ملاقاة نتائج قمة السلام في شرم الشيخ، بتأكيد حضور لبنان على هذا الصعيد عبر تقديم مشروع حل عملي جريء وغير مسبوق في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، ومن موقع قوة للبنان، منطلقا من مبادرة السلام العربية في بيروت العام 2002. وقد لقي رئيس الجمهورية أوسع دعم داخلي وخارجي في هذا السياق، وتكفي إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجهوده من منبر الكنيست الإسرائيلي، لتأكيد صورة الرئيس عون رجل ثقة وصانع سلام».
وأضـــاف المصـــــدر: «بالتوازي مع موضوع التفاوض مع إسرائيل، فقد وضع التفاهم مع الحكومة السورية حول مختلف الملفات العالقة منذ عقود على نار حامية، وخصوصا موضوع الحدود التي كان التطرق لها من الممنوعات سابقا. وكان لافتا ما أشار إليه مجلس الأمن الدولي في بيانه حول الشكوى التي تقدم بها لبنان ضد الغارات الإسرائيلية الأخيرة، لجهة إشارته الواضحة والتشجيع على ترسيم الحدود بين لبنان وسورية».
ومن الواضح أن ملف ترسيم الحدود سيصل إلى منطقة «مزارع شبعا» وتحديد ملكية كل من البلدين فيها، بما ينهي الخلاف العالق بشأنها ويسحب ذريعة كانت السبب، وشكلت شعارا لتحريرها، ما أبقى على العمل العسكري غير الرسمي بعد الانسحاب العسكري الإسرائيلي الشامل من جنوب لبنان والبقاع الغربي في 25 مايو 2000.
وفي هذا الإطار، كان هناك نقاش موسع بين وزيري الخارجية يوسف رجي والدفاع اللواء ميشال منسى حول موضوع الحدود مع سورية، اذ تسلم منسى من رجي خرائط كان قد تسلمها من وفد بريطاني وتتعلق بالحدود مع سورية، وتعود إلى حقبة تقاسم الانتداب البريطاني والفرنسي على المنطقة.