المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 8 شباط 2021 17:52:14
منذ تموز الفائت بدأت مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تأخذ طابعا تصاعديا واضحا من خلال تسمية الامور باسمائها، وطرح الأفكار والحلول والمبادرات، من طرح "الحياد الايجابي" الى "مؤتمر دوليّ خاص برعاية الأمم المتّحدة يُثبّت لبنان في أطره الدستوريّة"... فهل الراعي لم يجد آذانا صاغية في الداخل، فطرق ابواب الخارج؟!
الحلول الدولية... واتصالات
أوضح مصدر قريب من بكركي، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان البطريرك الذي يعمل على انقاذ لبنان، لا يطرح افكاره من الفراغ، بل انطلاقا من مراجعة لتاريخ لبنان وواقعه، خصوصا وان كل الحلول التي تثبّت الوجود اللبناني كانت حلول دولية، كما ان الراعي يجري الاتصالات اكان المباشرة او غير المباشرة من خلال شخصيات لبنانية رفيعة الشأن موجودة في عواصم القرار ابرزها واشنطن باريس والفاتيكان، كاشفا في هذا الاطار عن اتصال قامت به شخصية لبنانية في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، للبحث في امكانية عقد مثل هذا المؤتمر.
وسئل: هل يمكن للمجتمع الدولي ان يتعاطى بجدية مع طرح البطريرك، خصوصا وان لكل دولة مشاكلها، ولبنان اصبح في آخر الاهتمامات؟ رأى المصدر ان لا قيمة لفكرة المؤتمر الدولي اذا لم يتم الاعداد لها على اكثر من صعيد واجراء الاتصالات اللازمة، فـ"الدول لن تهتم بلبنان اذا لم يهتم هو بنفسه".
واستدرك قائلا: لكن البطريرك يقوم بهذه الاتصالات، فهو يطلع السفراء الذين يزورونه على الواقع اللبناني، وهؤلاء يدرجون مواقفه في التقارير التي ترفع الى دولهم، التي تحيلها الى الادارات المختصة من أجل درسها ومتابعتها.
واضاف: آخر زيارة وداعية قام بها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الى بكركي، حيث ابدى كوبيتش حماسة لفكرة الراعي واعدا بطرحها في الامم المتحدة.
وبالتالي اعتبر المصدر ان عقد مؤتمر خاص بلبنان لن يحصل بين ليلة وضحاها، بل يجب اعداد الملف من كل جوانبه، وعندما تأتي اللحظة المناسبة يكون جاهزا لطرحه، والاستفادة منه للوصول الى النتائج المتوخاة، مشددا على ان طرح الراعي ليس اساءة لاي فريق، بل من اجل جميع اللبنانيين، وكل شبر من ارض لبنان، ولانقاذ الشراكة الاسلامية المسيحية وانقاذ الديموقراطية والتعايش في هذا البلد.
طريق واضح للانقاذ
ورأى المصدر ان لبنان عضو مؤسس في الامم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفي وقت هو ينهار ويتدحرج، هناك مسؤولية تقع على المجتمع الدولي الذي عليه ان يتدخل. وقال: في هذا السياق لم يحدد الراعي وفق اي فصل يجب ان تدعو الامم المتحدة لعقد مثل هذا المؤتمر، لكنه شدد على اهمية المؤتمر ليكون خريطة طريق واضحة للانقاذ، خصوصا وان كل الحلول الداخلية قد فشلت واصطدمت بالحائط المسدود، محذرا من انه اذا لم يحصل هذا التدخل فان لبنان سيستمر في السقوط .
واذ اشار الى ان مثل هذا المؤتمر لن يطرح مسألة تأليف الحكومة التي تم تخطيها- مع العلم ان الخلاف حولها هو خلاف حول لبنان- قال المصدر: اساسا الوضع اللبناني مدوّل، بدءا من اليونيفيل الى المبادرة الفرنسية مرورا بالموفدين الاميركيين، وبالتالي بدل ان يكون هذا التدويل فوضويا، يجب ان تتوحد الجهود في مؤتمر واحد.
وردا على سؤال، اكد المصدر ان البطريرك خائف فعليا على وحدة لبنان ولا شيء ينقذه الا مؤتمر خاص، قائلا: الحلول البديلة تطرح نتيجة لعدم تجاوب رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة، في الحياد، في اللامركزية الادارية... وايضا، لو يتبنى رئيس الجمهورية فكرة المؤتمر الدولي، فتصبح حظوظ عقده في وقت قريب أكبر.