اتفاق التهدئة: كواليس الساعات الاخيرة والموقف اللبناني

على الرغم من الحراك الدولي الفاعل لفرض الهدنة المؤقتة على ثلاثة أسابيع، إلا أن مصيرها لا يزال معلقا على قرار رئيس الحكومة  الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

ويكشف مصدر سياسي رفيع "للجديد" أن لبنان لم يعط بعد موقفه الرسمي مكتفيا حتى اللحظة بالترحيب عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالجهود لتطبيق القرارات الدولية، ولم يدخل بعد في نقاش تفاصيل البيان الدولي بانتظار تكشف الموقف الاسرائيلي بعد وصول نتنياهو الى نيويورك وممارسة الدول المشاركة في صياغة البيان بالضغط على رئيس حكومة الاسرائيلي.

وفي معلومات خاصة بالجديد، ووفق مصادر مشاركة في مفاوضات الساعة الاخيرة ما قبل بيان مجلس الامن، فإن الصيغة كتبت بطريقة لا تستفز الاسرائيلي إذ بدلا من عبارة وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، اعتمدت صيغة وقف إطلاق النار في لبنان وتطبيق القرار الدولي رقم 2735 المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، الا أن البيان النهائي وفق معلومات الجديد سجل الجانب اللبناني عليه بعض الملاحظات التي تتعلق بالصياغة وتنظيم الجمل إنشائيا، غير أنه حاليا لن يعلق لبنان الرسمي على الشكل الخارجي، إنما ينتظر الرد عن السؤال الجوهري: هل سيوافق نتنياهو على وقف اطلاق النار على لبنان وغزة؟ أم سيكون هذا البيان الذي لم يرتق الى مستوى القرار كسابقاته من القرارات الدولية التي أطاح بها نتنياهو؟!

الطرف الاميركي وفق مصادر دبلوماسية يقول إن الاسرائيلي يوافق على الاتفاق وسيظهر موافقته الضمنية في كلمته المقررة في الامم المتحدة، الا أن الجانب اللبناني يستبعد موافقة نتنياهو على هذا الاتفاق على اعتبار أن الضغوط الداخلية عليه من مكونات حكومته الائتلافية،أكبر من الضغوظ الخارجية، إذ إن انسحاب أعضاء حكومته سيطيرها وسيحتم عليه إنتخابات نيابية مبكرة، وهذا ما لن يصب في مصلحته لذلك يستبعد أن يوافق على وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

 

وعلى الارض/ تؤكد مصادر ميدانية للجديد أن معنويات المقاومة لا تزال قوية ولم تستخدم من قدراتها أكثر من 20% وباعتراف من الاسرائيلي الا أن الجنون الاسرائيلي واستهداف القادة بسرعة قصوى هو نتيجة ارتباك نتنياهو وخوفه من فرض الاتفاق عليه قبل الانتهاء من بنك أهدافه، الا أن استشهاد القادة لا يفرغ المواقع ولا يضعف المقاومة.

 

وبالعودة الى بيان مجلس الامن، تنفي مصادر سياسية رفيعة مشاركة علنية ل‍إيران فيها، الا أن القطري كان شريكا في المفاوضات مع الاميركي والفرنسي.