اتفاق وقف إطلاق النار: ميقاتي يتغنّى به... و"الحزب" يفصّله على مقاسه

في إطلالته الأولى بعد سقوط نظام حليفه بشار الأسد في سوريا، جدّد الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم، التحايل على بنود اتفاق وقف اطلاق النار وفصّله على مقاس حزبه، غير آبه باحتمال عودة شبح الحرب ليخيّم على لبنان.

فقاسم الذي كرّر "معزوفة الانتصار" لأنّ "إسرائيل لم تحقّق هدفها في القضاء على الحزب"، اعتبر أنّ اتفاق التهدئة الأخير يرتبط بجنوب نهر الليطاني حصراً، متجاهلاً مطلب نزع السلاح على الأراضي اللبنانية كافة، كما ورد في النصّ.

هذا ولوّح بإيجاد طرق أخرى لتسليح الحزب، بعما اعترف بأنّه خسر طريق الإمداد العسكري عبر سوريا.

وفيما كان قاسم يتنصّل مرّة جديدة من الاتفاق وينسف بنوده واحداً تلو الآخر، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يشكر نظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني، على دعم بلادها المستمر للبنان وجيشه ولاتفاقية وقف الأعمال العدائية.

وفي روما أيضاً، توافق ميقاتي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حشد كلّ الجهود من أجل إنجاح وقف إطلاق النار في لبنان. كما أشاد، أمام السفراء العرب المعتمدين في إيطاليا، بتوسيع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والعمل على منع وجود سلاح خارج إطار الشرعية.

وفي سوريا، حضر لبنان، في تصريحات أدلى بها قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشّرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، خلال استقباله مجموعة من الصحافيين، ونفى أمامهم وجود "أيّ خطط للتدخّل في شؤون لبنان والضغط عليه"، قائلاً عن ملف الرئاسة "إذا توافق اللبنانيون على قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية فسندعمه".

وفي الشأن السوري، اعتبر الشرع أن "سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج"، معلناً أن ما حصل هو انتصار على المشروع الإيراني الخطر على المنطقة.

في غضون ذلك، اعترف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، للمرّة الأولى بأنّ واشنطن أجرت اتصالات مباشرة مع "هيئة تحرير الشام" وجماعات معارضة أخرى، شاركتها رؤيتها بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا.

بلينكن كان يتحدث من مدينة العقبة الأردنية، بعد اجتماع للجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي أبدت، في بيانها الختامي، دعمها لعملية انتقالية سياسية سلسة في سوريا وتشكيل حكومة شاملة تمثل فئات الشعب وتحترم حقوق الأقليات ولا توفّر قاعدة للجماعات الإرهابية.

في الميدان السوري، وعلى وقع الغارات الإسرائيلية المستمرة على معسكرات تابعة للنظام السوري السابق، بدأت روسيا سحب قوّاتها من خطوط المواجهة في شمال سوريا، ونقلت بعض المعدّات الثقيلة وعدداً من كبار ضباط الجيش النظامي السابق، لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في طرطوس وحميميم.

وفيما لا تزال التفاصيل المتعلقة بفرار بشار الأسد إلى روسيا محور اهتمام واسع، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولَين إيرانيّين قولهما إنّ الأسد أبلغ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قبل خمسة أيّام من سقوط نظامه، بأنّ تركيا تدعم بقوّة الجماعات المعارضة في هجومها الذي سبق الإطاحة به.