استأنف سفراء اللجنة الخماسية المعنية بلبنان تحرّكاتهم من خلال اجتماع عُقد في قصر الصنوبر بضيافة السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، حضرته السفيرة الأميركية ليزا جونسون، السفير السعودي وليد البخاري، سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير المصري علاء موسى. يأتي الاجتماع في سياق إعادة تحريك المسار الديبلوماسي بحثاً عن تسوية سياسية ورئاسية في لبنان، خصوصاً وسط معلومات تتحدث عن زيارة سيجريها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري لعقد لقاءات والبحث في إمكانية الوصول إلى تسوية قبل الإنتخابات الأميركية.
"إيران وحزب الله"
انعقاد اجتماع السفراء كان محدداً قبل فترة من خلال تركيزهم على ضرورة إعادة التحرك والبحث عن تقديم صيغ جديدة لتحريك المسار السياسي. بعض المصادر الديبلوماسية تشير إلى تقديرات حول إمكانية إقدام إيران وحزب الله على إنجاز تسوية مقبولة من غالبية الأطراف في الداخل اللبناني كنوع من مجانبة التصعيد في الجنوب واستباق نتائج الإنتخابات الأميركية تحسباً لفوز دونالد ترامب. وبحسب ما تضيف المصادر المتابعة فإن السفراء بحثوا في ما بينهم بسبل تحقيق اختراقات في جدار الأزمة السياسية وإمكانية الوصول إلى صيغة ملائمة لحلّ الأزمة الرئاسية، على أن يستكمل التنسيق فيما بينهم، بالإضافة إلى استكمال كل سفير لتحركاته في سبيل إيجاد قواسم مشتركة بين الأفرقاء.
"صيغة الحوار"
وتشير المعلومات إلى أنه يتم التفكير بطرح صيغة جديدة للحوار بين الأفرقاء وتكون مقبولة من الجميع، وهو ما سيبحثه أيضاً لودريان خلال زيارته إلى بيروت. قبل أيام عقدت لقاءات بين ديبلوماسيين ومسؤولين سياسيين بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري في محاولة لجس نبضه حول تقديم طرح جديد أو تصور مبتكر للحوار، لكن بري كان مصراً على موقفه بأنه لا يعقد أي حوار لا يكون برئاسته، بينما لا يزال البحث يتركز حول كيفية إيجاد قاسم مشترك بين بري المؤيد للحوار ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرافض له.
وكان السفير المصري علاء موسى قد استبق اجتماع السفراء الخمس بلقاء عقده مع بري في عين التينة وقال من هناك: "اللقاء كان طيّباً مع دولة الرئيس نبيه برّي كالعادة، تطرّقنا خلاله إلى أكثر من محور، وكان من الضروريّ إطلاع دولته على آخر التطوّرات في ما يتعلّق بمفاوضات غزّة، وكما تعلمون فما يحدث في قطاع غزّة يؤثّر علينا جميعاً، خصوصاً على الأوضاع في جنوب لبنان، وهذا الموضوع أخذ حيّزاً كبيراً من النقاش". وأضاف: "تحدّثنا أيضاً في ملفّ الرئاسة بشكل تفصيليّ في ما يتعلّق بالأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرّة أخرى بشكل متقدّم في الأسبوع الماضي، كما تحدّثنا عن كيفيّة كسر حالة الجمود في الملفّ الرئاسيّ، وأتصوّر أنّ الجميع مدرك، أنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة مسألة في غاية الأهمّيّة، وأنّ اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق في هذا الملفّ".
لا أفكار
وأردف: "دولة الرئيس أكّد لي مرّة أخرى إصراره وتمسّكه بفصل مسار ما يحدث في غزّة عن المسار الرئاسيّ، كما تحدّثنا أيضاً عن جهود الخماسيّة واجتماعاتنا في الفترة المقبلة، وأكّدت للرئيس برّي أنّنا سنبقى على تواصل في ما يخصّ تحرّكات الخماسيّة، وأنّ الحوار ما بين الخماسيّة والأطراف اللبنانيّة هو الشيء المهمّ الذي سيؤدّي إلى انفراج في هذا الملفّ". وأضاف: "كما تناولنا الوضع في الجنوب، وهناك توافق للتّوصّل إلى تسويات في شأنه، لكن كما تعلمون هناك ربط وتأثّر بما يحدث في غزّة. ولعلّ وعسى تنفرج الأوضاع في غزّة في الأيّام المقبلة، وبالتالي ينعكس ذلك على الوضع في الجنوب، لكن دائماً نسعى من أجل بذل كلّ الإجراءات والجهود من جانب لبنان وأصدقائه لتجنّب توسّع رقعة المواجهة".
وردّاً على سؤال عن اجتماعات اللجنة الخماسيّة، أجاب السفير المصريّ: "في الحقيقة سنلتقي في الخماسيّة بعدما كان الاهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصبّاً على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرّة أخرى للتركيز على الملفّ الرئاسيّ، سنلتقي لأنّ السفراء لم يكونوا موجودين في لبنان، هم عادوا إلى لبنان، سنجتمع من أجل التداول في تقييم الأوضاع، وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن اتّخاذه في المستقبل، لن نتحدّث عن أفكار الآن إلّا بعد التداول مع أعضاء الخماسيّة".