المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لورا يمين
السبت 28 كانون الاول 2024 12:18:53
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس، إن تركيا ستؤمن في العام المقبل حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق، في إشارة إلى تحرك عسكري ما. جاء ذلك في كلمة،القاها الجمعة، خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية في ولاية باليكسير، حيث تطرق أردوغان إلى ملف مكافحة الإرهاب. وقال الرئيس التركي "اعتبارا من مطلع 2025 سنعمل على ضمان الأمن خارج حدودنا الجنوبية، والقضاء على التهديدات القادمة من هناك، وخاصة مسألة الإرهاب". وحول الأحداث الأخيرة في سوريا، قال أردوغان "أدينا واجب الأخوة (تجاه السوريين) على مدى 13 عاما، وساعدنا المظلومين، ونجحنا في امتحان الإنسانية". وقال أردوغان "إنهم لا يستطيعون قراءة التطورات في المنطقة من منظور يتمحور حول تركيا. لقد سقط نظام البعث، والمعارضة التركية في حالة حداد عليه".
منذ ايام قليلة، عقد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مؤتمرا صحفيا في العاصمة دمشق مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أكدا خلاله على أهمية تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وتعزيز الحكومة المقبلة، كما دعا الجانبان إلى رفع العقوبات عن سوريا. وأعلن فيدان انه بحث مع الشرع استقرار سوريا وعودة اللاجئين، مؤكدا أن هدف تركيا هو مساعدة سوريا على النهوض وإعادة ملايين اللاجئين والنازحين، مشددا على ضرورة بدء النهوض بسوريا وإعادة إعمار بناها التحتية والفوقية. وقال إنه لمس لدى الإدارة الجديدة في سوريا العزيمة والإصرار على النهوض بسوريا، ولا بد من مساعدتها في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة المؤسسات في سوريا تحتاج إلى وقت، وتركيا مستعدة للمساعدة في ذلك. وأضاف فيدان أن أنقرة ستقف إلى جانب السوريين في إعادة صياغة مؤسسات الدولة، مؤكدا على ضرورة تأسيس نظام لحماية الأقليات ووضع دستور جديد يحترم كل الطوائف في سوريا، وقال إن الإدارة الجديدة في سوريا اتخذت العبر من النظام المخلوع وسلوكه نهج "فرّق تسد".. وجاءت زيارة فيدان بعد زيارة سابقة لرئيس المخابرات التركي إبراهيم قالن لدمشق في 12 كانون الأول الجاري.
الاهتمام التركي بالتطورات السورية المتسارعة غير مسبوق، وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن أنقرة تعتبر اللاعب الاقليمي والدولي الاكثر حضورا على الساحة السورية منذ اندلاع الهجوم المسلّح المُعارض الذي انتهى الى اسقاط نظام بشار الاسد. هذه "الطحشة" التركية نحو سوريا، تضيف المصادر، بدأت تثير بعيدا من الاضواء، "نقزة" خليجية – عربية، حيث يخشى العرب ان يكون احتضان تركيا للشرع، يعزز النَفَس الاسلامي في الحكم، وتحديدا النفس "الإخواني"، كما حصل في مصر ابان اسقاط حكم مبارك ووصول محمد مرسي الى السلطة. مِن هنا، فإن العواصم الخليجية والعربية بدأت سريعا باتصالات في ما بينها، وبينها وبين الشرع في سوريا، من اجل منع أخذ الحكم الجديد نحو الخيار الاسلامي الطائفي الذي يمكن ان يتسبب بمشاكل سوريا والمنطقة في غنى عنها اليوم. فهل سيدرك الشرع كيف يُدوزن ادارته لسوريا بما يقودها الى استقرار لا الى أزمات جديدة؟