المصدر: الجمهورية
الاثنين 19 تشرين الأول 2020 09:03:26
صرّحت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، بانّ كل ما يُقال عن تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة المقرّرة الخميس المقبل مرة أخرى او عدمه، هو من اصعب التوقعات في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد. وأكّدت انّ دوائر القصر الجمهوري لا يمكنها ان تتكهن من اليوم بمصير الإستشارات، وانّها ترصد حركة المشاورات والوساطات الجارية بصمت ومن دون أي تعليق، في انتظار ما يشير الى مصيرها، في ظلّ مجموعة من التعقيدات المتشابكة التي تفيض بالمواقف المزدوجة.
وكانت الاتصالات قد نشطت على أكثر من مستوى داخلي وخارجي، في محاولة لتثبيت جلسة الخميس وخروج رئيس الحكومة السابق سعد الحريري منها رئيساً مكلّفاً، وبدأ البحث عن المخارج المحتملة، في ظلّ السعي لعدم إظهار الحريري وباسيل في موقع المتراجع أمام الآخر، والسيناريو الأكثر ترجيحاً، والذي يُعمل عليه، يستند إلى زيارة يقوم بها الحريري إلى القصر الجمهوري، ويعلن من القصر انّه بعد تكليفه يفتح باب التشاور مع رؤساء الكتل حول الحكومة العتيدة.
ويبدو انّ هذا المخرج هو الأقرب إلى الواقع، لأنّ لا الحريري في وارد التواصل مع باسيل والظهور بمظهر المنكسر أمامه، ولا باسيل في هذا الوارد أيضاً، فضلاً عن انّ بعبدا ستكون محرجة كثيراً بتأجيل متكرّر من دون أسباب موجبة حقيقية، خصوصاً وانّ البلاد لا تتحمّل مزيداً من التأجيل والمراوحة والتشنّج، فضلاً عن انّ الدخول الدولي على الخط يضغط في اتجاه إنجاز التكليف كخطوة أولى تفتح باب التأليف.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه على بُعد أيام من الموعد الثاني للاستشارات، هناك احتمالان في شأن سيناريو الخميس المقبل:
ـ الاحتمال الأول، هو ان تحصل الاستشارات وان يتمّ تكليف الرئيس سعد الحريري بأكثرية الاصوات، بمعزل عن مآخذ الرئيس ميشال عون و«التيار الوطني الحر» على ترشيحه، وذلك انطلاقاً من فرضية انّ رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يتحمّل تبعات تأجيل آخر، وسط تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، على أن ينتقل بعد ذلك الى خط الدفاع الثاني المتمثل في استحقاق التأليف، متسلحاً بتوقيعه الدستوري الالزامي، للجم اندفاعة الحريري وَتصويب قواعد تشكيل الحكومة وفق معايير قصر بعبدا.
ـ الاحتمال الثاني، هو ان يلجأ عون الى إرجاء الاستشارات مرة أخرى، اذا وجد انّ اسباب تأجيلها لم تنتف بعد، خصوصاً لجهة ضعف الميثاقية المسيحية وعدم احترام وحدة المعايير في المقاربة الحكومية، على حساب المسيحيين عموماً والجهة الاوسع تمثيلاً لهم خصوصاً.