المصدر: المدن

The official website of the Kataeb Party leader
الخميس 19 حزيران 2025 11:00:22
لا يزال الغموض يلف موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجهة ضرب إيران، في ظل التصريحات المتناقضة التي تصدر عنه بين الحين والآخر، فيما بدأت تلوح في الأفق بوادر موافقته على توجيه ضربة لمنشآت إيرانية خصوصاً مفاعل فوردو.
استعدادات أميركية
وفي السياق، نقلت "بلومبيرغ" عن مسؤولين أميركيين، أن هناك استعدادات لضربة لإيران خلال أيام قد لا تتجاوز نهاية الأسبوع.
وأشار المسؤولون إلى خطط محتملة لتنفيذ الضربة نهاية الأسبوع، "والوضع لا يزال يتطور، وقد يتغير". وقالوا إن "قيادات عليا في عدد من الوكالات الفيدرالية بدأت بالفعل الاستعداد لهجوم محتمل. وكل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة".
من جهتها، نقلت شبكة "أي بي سي نيوز" عن مصدر مطلع، قوله إن ترامب "يفكر بضرب منشأة فوردو، وهناك استعدادات لذلك".
وقال المصدر للشبكة، إن الهجوم الأميركي المحتمل على منشأة فوردو "لن يكون بضربة واحدة بل بعدة هجمات".
مدى نجاح الخطة
من جانبه، أفاد موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن ترامب طالب بمعرفة مدى نجاح خطة الهجوم على "فوردو" باستخدام القنابل العملاقة الخارقة للتحصينات.
وأوضح الموقع أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم على إيران ضروري ولن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله: "أعتقد أن ترامب ليس مقتنعاً بعد بضرب إيران".
ووفقاً لـ"أكسيوس" فإن الرئيس الأميركي استشار مساعديه في شأن إمكانية ضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية. وأكد البنتاغون لترامب إمكانية ضرب المنشأة بالقنابل الثقيلة.
وأشار الموقع إلى أن "ترامب يريد التأكد من أن الهجوم على إيران ضروري حقاً ولن يجر بلاده إلى حرب طويلة الأمد، وإذا دخل الحرب فإن الهدف تدمير منشأة فوردو النووية". وأضاف أن الرئيس الأميركي يعتقد أن الحفاظ على الغموض يزيد من الضغوطات على إيران.
وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق: "لم اتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن إيران"، مشيراً إلى أنه لم يغلق الباب أمام عقد اجتماع مع إيران "ومن الممكن التوصل إلى اتفاق".
وتابع ترامب: "لا أرغب في أي حروب، ولست سعيداً بالحرب بين إسرائيل وإيران"، مجدداً تأكيده أنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.
لماذا فوردو؟
وتحولت منشأة "فوردو" النووية، الواقعة في عمق جبال إيران قرب مدينة قُم، إلى واحدة من أبرز رموز التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، وأصبحت اليوم في صلب القرارات المصيرية التي تواجهها الولايات المتحدة وسط الحرب المتفجرة بين الجانبين.
وتأسست المنشأة في أواخر العقد الأول من القرن الحالي، على بعد 30 كيلو متراً شمال شرقي مدينة قم، وتم بناؤها داخل جبل بهدف حمايتها من أي ضربة عسكرية محتملة.
وبحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تضم "فوردو" أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من تلك المطلوبة لصناعة سلاح نووي.
وبفضل العمق الجيولوجي والتحصينات الخرسانية التي تغلف المنشأة، فإنها باتت هدفاً بالغ الصعوبة لأي هجوم عسكري تقليدي.
ولا تملك إسرائيل، القدرة العسكرية لضرب "فوردو" نظراً لافتقارها إلى نوع السلاح اللازم لاختراق هذا الموقع المحصّن.
ولهذا، أصبحت قنابل "GBU-57" الأميركية الخارقة للتحصينات، والتي تزن نحو 30 ألف رطل ولا يمكن حملها إلا بواسطة قاذفات "B-2" هي الخيار الوحيد الممكن لتدمير المنشأة بشكل فعّال.
ولأن إسرائيل لا تمتلك هذه القاذفات ولا هذه القنابل، فإن ذلك يجعل القرار النهائي في يد واشنطن.