المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 30 حزيران 2020 14:18:57
ما الجدوى من عقد اجتماعات مالية واقتصادية ومصرفية، وما الفائدة من جلسات مجلس الوزراء لبحث الوضع النقدي خصوصا والاقتصادي عموما، وآخرها اليوم في قصر بعبدا؟ الحكم والحكومة اعتمدا هذا التكتيك منذ أشهر، فكثّفا الحركة والنشاط واللجان موهمين الداخل والخارج انهما يعملان بلا هوادة للخروج من المأزق الذي تغرق فيه البلاد.. الا ان ورقة التين سقطت نهائيا عنهما في الاسابيع القليلة الماضية، بسلسلة ضربات تلقّوها من اهل البيت قبل سواهم، فتعرّوا نهائيا امام الراي العام المحلي والدولي، وظهرت الحقيقة البشعة للجميع: "جعجعة بلا طحين"، وأي تقدّم ولو طفيف على درب الانقاذ لم يحقق، لا بل حالة "لبنان المريض" تتدهور يوما بعد يوم.
لكن رغم خروج الفشل الرسمي هذا بقوّة الى الضوء، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، يصرّ اهل الحكم على السير قدما في المنهجية نفسها: إنكار الواقع ومواصلة مسلسل الاجتماعات واللقاءات الشكلية التي لم تتمكن من ايجاد اي حل للازمات المتناسلة، كي لا نقول انها فاقمتها، ونذكر هنا ضغط الحكومة على "المركزي" ليضخ الدولار في السوق لخفض سعر صرفه، فكانت النتيجة ان حلّق وسجّل ارقاما قياسية لامست اليوم الـ8400 ليرة!
"مش ماشي الحال" تتابع المصادر، فكل المؤشرات تدل الى ان السلطة الحالية تقود البلاد الى الخراب والانهيار الشامل. من بيت ابيها تُضرب و"تُدان": الاستقالات تتوالى فصولا، من هنري شاوول الذي كان مستشارا في وزارة المالية، وصولا بالامس الى قرار المدير العام لوزارة المالية الان بيفاني ترك منصب شغله لعشرين عاما "والحبل عالجرار" على ما يبدو. والسبب، بلسان هؤلاء: السلطة تتخبط وهي أعجز من اتخاذ قرار حازم بالاصلاح ولجم جماح العربة اللبنانية المسرعة نحو الهاوية.
بحسب المصادر، التعثر هذا سيؤثر بلا شك، وبالمباشر على مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، وهو بات يتهددها جديا ويعاظم المخاوف من ان يصيبها مقتلا، فيعلنَ الصندوق تعليق المحادثات الى حين اتفاق "الوفود" التي تفاوضه على ارقام موحدة ومقاربة موحدة للخطة الرسمية الانقاذية. فهل يحتمل لبنان "ضربة" كهذه؟ وهل يعي الحكم والحكومة خطورة ما يقترفون في حق البلاد والعباد؟ ام انهم فعلا يصدّقون ان "التوجه شرقا" بديل صالح، قادر على اخراج اللبنانيين من قعر الحفرة؟
كل هذا يحصل فيما "لبنان الرسمي" على قطيعة شبه تامة مع داعميه ومنقذيه التاريخيين والتقليديين الذين لم يتركوه يوما، عنينا الدول الخليجية والعربية، وذلك بسبب انصياعه لارادة حزب الله، بينما نجد الدول الغربية تشترط اصلاحات حقيقية وحيادا فعليا للبنان عن صراعات المنطقة، لمساعدته. والواقع المؤسف هذا، يعني ان في حال فشل مفاوضاته مع الصندوق، سيجد لبنان نفسه وحيدا ومتروكا يواجه مصيره الاسود.
وبعد، تختم المصادر،الرهان على تغيير في اداء المنظومة الحاكمة وعلى وحي سيهبط عليها، بات ضربا من "الغباء". واذا لم تقرّ بأنها حاولت وفشلت، فتتنحى، واذا لم يصعّد اللبنانيون ضدها في الشارع حتى إسقاطها، فإن الانهيار الشامل آت لا محالة.