استنفار غربي لضمان سلامة المحطات النووية الاوكرانية

استنفرت الدول الغربية لتطويق أي تهديد ناتج عن تعرض محطات الطاقة النووية في أوكرانيا لأعمال عدائية، في وقت قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بلاده ترى "ضرورة ضمان سلامة محطات الطاقة النووية الموجودة على الأراضي الأوكرانية".

ويسيطر الجيش الروسي منذ الجمعة على محطة زابوروجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا حيث أدى قصف مدفعي، حسب الأوكرانيين، إلى نشوب حريق فيها. وتنفي موسكو أن تكون تسببت بذلك.

وأثار هذا الهجوم على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا تتألف من ستة مفاعلات، صدمة المجتمع الدولي. وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد في مجلس الأمن الدولي الجمعة إنه "تهديد هائل لكل أوروبا والعالم".

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً جديداً الاثنين بناء على طلب الولايات المتحدة وألبانيا، وذلك بعد هجوم روسيا على محطة زابوروجيا، حسبما قالت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس".

في هذا الوقت، قال بوريس جونسون إنه "سيكون من المهم للغاية أن يكون هناك نوع من نظام الحماية لمحطات الطاقة هذه، وهو نظام من شأنه أن يسمح للهياكل الدولية، مثل الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمراقبة مستوى النشاط الإشعاعي على الأرض"، معرباً عن القلق من احتمال تكرار كارثة تشيرنوبيل.

وتابع جونسون: "هناك محطات طاقة نووية أوكرانية أخرى. في أوكرانيا توجد، طبعاً، أيضاً العديد من الأماكن التي يتم فيها تخزين النفايات النووية، لذلك نحتاج إلى التفكير في كيفية العمل معاً لمنع مثل هذه الكارثة"، مشيراً إلى ضرورة التوضيح للكرملين أن "كارثة نووية في منشأة مدنية في أوكرانيا، تشيرنوبيل جديدة، ستكون كارثة لروسيا ولكل الآخرين".

وكان جونسون قد اتفق مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مساء الجمعة، على أن "الإجراءات المتهورة التي تسببت في إلحاق الضرر بمحطة الطاقة النووية زابوروجيا تستحق الازدراء"، مشيراً إلى "أهمية مواصلة فرنسا وبريطانيا بذل كل ما في وسعهما لمساعدة شعب أوكرانيا بما في ذلك الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني، بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي والعسكري".

بدوره، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو باللجوء إلى "الرعب النووي" والسعي "لتكرار" كارثة تشيرنوبيل بقصفها محطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا.

وقال زيلينسكي: "ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي".

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أنّ الحكومة الروسية وداعميها "ستتم محاسبتهم"، مضيفاً أن "حرب روسيا المستفزة في أوكرانيا تحتاج الى ردّ حاسم، وواشنطن أرسلت قوات إلى شرق أوروبا".

من جانبه، قال أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ: "ندعو روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا والدخول في الحوار، ووزراء خارجية الناتو سينسقون رداً على روسيا". وأضاف ستولتنبرغ أنه "ينبغي إعطاء الفرص للخيارات الدبلوماسية"، موضحاً أنه من واجب حلف شمال الأطلسي ضمان عدم امتداد الصراع الدائر حالياً إلى خارج أوكرانيا، واصفاً الحرب بالأسوأ منذ عقود".

واتهم المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، ما أسماها "مجموعة تخريبية أوكرانية" بمحاولة القيام "بعملية استفزازية في المنطقة المجاورة لمحطة الطاقة النووية"، مضيفاً أن "مخربين فتحوا نيراناً كثيفةً على دورية للحرس الوطني الروسي كانت تتولى تأمين المنطقة، وجرى رداً على ذلك، إخماد نقاط إطلاق النار، وأضرم المخربون النار في مبنى التدريب أثناء مغادرتهم له".