المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
السبت 23 تشرين الثاني 2024 11:33:02
رغم ذهاب واياب الموفد الاميركي اموس هوكشتاين في المنطقة حاملا اوراقا وتعديلات على هذه الاوراق، عارضا اياها تارة على لبنان او على حزب الله عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، من جهة، والحكومة الاسرائيلية من جهة ثانية، معدّلا في صيغها وجملها، ثابتة واحدة لم تتغير في تل أبيب: نريد حرية التحرك في لبنان.
في الساعات الماضية، وتحديدا في اعقاب انهاء هوكشتاين مشاوراته في بيروت، أكد وزير الخارجية الاسرائيلية جدعون ساعر، أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان يجب أن يضمن لإسرائيل "حرية التحرك" ضد "حزب الله"، وفق ما أوردته "وكالة الصحافة الفرنسية". وقال جدعون ساعر في إحاطة إعلامية للسفراء والبعثات الدبلوماسية الأجنبية قبيل زيارة هوكشتاين للبحث في هدنة بلبنان: في أي اتفاق نتوصل إليه، نحتاج إلى الاحتفاظ بحرية التحرك في الوقت المناسب، في حال حدوث انتهاكات.
وفي وقت يرفض الجانب اللبناني، رفضا قاطعا، هذا الشرط، لانه ينتهك السيادة اللبنانية، يكثر الحديث عن ورقة جانبية سيتم التفاهم عليها بين تل ابيب وواشنطن، يضمن لها هذا الحق (اي حرية الحركة). لكن وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، يبدو أن هذه "الورقة السرّيّة" غير كافية بالنسبة الى تل ابيب، التي تريد نوعا من الضوء الاخضر غير المشروط لاستهداف كل ما تعتبره تهديدا لها، في لبنان، ساعة تشاء وأين تشاء.
وتوضح المصادر ان اسرائيل لا تمانع وقفا لاطلاق النار اليوم، خاصة انها حققت جزءا كبيرا من اهدافها في الميدان وقد وصلت الى مشارف الليطاني في الساعات الماضية، غير انها لا تثق بالدولة اللبنانية وبتطبيقها الجدي للقرار 1701.
وبالتالي، ما تتطلع اليه هو نقل النموذج السوري الى لبنان. ففي سوريا، تستهدف اسرائيل منذ سنوات كل هدف او نقطة او موقع او شخصية، ترى انها قد تشكل تهديدا لأمنها القومي او تساهم في تثبيت الوجود الايراني على حدودها، من دون العودة الى أحد، وهي تحظى في عملياتها هذه، على مباركة واضحة من الاميركيين، وعلى "قبة باط" من الروس الحاضرين بقوة في الميدان السوري. في سوريا، تضرب اسرائيل مقرات الفصائل الايرانية، شاحنات السلاح المحمّل الى الفصائل الايرانية، مصانع السلاح، كما تغتال شخصيات لا تحبّذ وجودها على مقربة من اراضيها أيضا، وجزء كبير من هذه العمليات يحصل في قلب العاصمة دمشق.
هذا تحديدا ما تطلبه اسرائيل اليوم في لبنان لوقف النار. فاذا وافق لبنان والحزب، كان به وتوقفت الحرب وتم حصرها بأهداف معينة قد تزعج تل ابيب، أما اذا لم يوافقا، فإن الاخيرة مستمرة في الحرب حتى تضمن بالعسكر أمن شمالها، مراهنة على ان خسائر الحزب وقطع شريان الامداد عنه، سيدفعانه عاجلا ام آجلا الى رفع الراية البيضاء. كما انها لا تستبعد ان يعيطها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب هذه الموافقة بعد تسلّمه مهامه.