اشتباكات وإصابات في "أكبر مظاهرة" ضد نتانياهو منذ 7 تشرين الأول

خرج عشرات الآلاف إلى شوارع تل أبيب، السبت، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بقبول مقترح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين في غزة الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، في تظاهرات وصفت بأنها "الأكبر" منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وتخللت التظاهرات اشتباكات بين الشرطة ومحتجين، مما أدى إلى إصابة 14 شرطيا والقبض على متظاهرين اثنين، وفق وسائل إعلام محلية.

وطالب المحتجون أيضًا بإقالة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو.

وقدّر منظمو الاحتجاجات أن نحو 120 ألف شخص شاركوا في مظاهرة تل أبيب الليلة الماضية، لتكون الأكبر منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس.

وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى أن الشرطة اعتقلت اثنين من المتظاهرين واستخدمت مدافع المياه لتفريق الاحتجاجات.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن بعض المتظاهرين أشعلوا النيران في ساحة الديمقراطية بتل أبيب، وأظهرت مقاطع فيديو أخرى مناوشات بين المحتجين والشرطة.

كما أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي، أن 14 شرطيا أصيبوا خلال اشتباكات مع المتظاهرين، ومن بينهم نائب قائد شرطة تل أبيب، آفي عوفر، الذي أصيب بجروح تطلبت تلقيه العلاج الطبي.

ورفع المتظاهرين الأعلام الإسرائيلية والأميركية في الساحة التي أطلقوا عليها "ساحة الرهائن"، إلى جانب لافتات كتب عليها "أعيدوهم إلى الوطن"، وفق فرانس برس.

وقالت المتظاهرة أبيغيل زور (34 عاما) للوكالة: "بايدن هو أملنا الوحيد".

وأعلن بايدن، الجمعة، أن إسرائيل عرضت "خريطة طريق" جديدة نحو سلام دائم في غزة من 3 مراحل، لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

والسبت، أكد مكتب  نتانياهو، أن "شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدل"، مشددا على ضرورة "القضاء على قدرات حماس العسكرية وعلى الحكم، تحرير كل الرهائن وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديداً لإسرائيل".

وأعرب متظاهرون لوكالة فرانس برس، عن خشيتهم من أن "يتنصل" نتانياهو من الاتفاق.

وقالت كارن، وهي متظاهرة خمسينية: "بايدن يهتم برهائننا أكثر من نتانياهو". وحمل متظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "بايدن، أنقذهم من نتانياهو".

واعتبرت المتظاهرة ديتي كابوانو (46 عاما) أن نتانياهو "قلق على مستقبله السياسي أكثر مما هو قلق بشأن الرهائن".

وتابعت: "آمل بأن يمارس بايدن بطريقة أو بأخرى ضغطا كافيا لتقبل الحكومة ونتانياهو الاتفاق".

بدوره، قال "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" في بيان: "في ضوء خطاب الرئيس بايدن الليلة الماضية، سنطالب الحكومة الإسرائيلية بالموافقة الفورية على (اتفاق إطلاق سراح الرهائن) وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن دفعة واحدة".

وأضاف: "سندعو أيضا جميع الوزراء وأعضاء الائتلاف إلى الالتزام علنا بدعم الاتفاق وعدم السماح بنسفه وتعريض الرهائن للخطر"، مشيرا إلى أنه تواصل مع مختلف السفارات لحضّها على دعم المقترح.

وهدد وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، السبت، بإسقاط الحكومة الائتلافية إذا دخل نتانياهو في اتفاق بشأن غزة يتضمن إنهاء الحرب دون القضاء على حماس.

وقال زعيم حزب القوة اليهودية المتشدد إن مثل هذا الاتفاق سيكون "تهورا وسيشكل انتصارا للإرهاب وتهديدا للأمن القومي الإسرائيلي".

من جانبه، طالب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، السبت، بمواصلة الهجوم على غزة حتى يتم تدمير حركة حماس وإنقاذ جميع الرهائن المحتجزين لدى الحركة، قائلا إنه لن يبقى في الحكومة إذا لم يحدث ذلك.

وفي منشور على منصة إكس، قال سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، إنه يعارض أيضا أي إجراءات ضمن هدنة مؤقتة مثل انسحاب القوات الإسرائيلية أو عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة أو إطلاق سراح أعداد كبيرة من المحتجزين الفلسطينيين.

بدوره، دعا الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، إلى انعقاد فوري لمجلس الحرب والاجتماع مع طاقم التفاوض للاتفاق على كيفية المضي قدما في صفقة تبادل.

من جهته، حث زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، السبت، نتانياهو على الاستجابة لدعوة بايدن، مؤكدا أن المعارضة ستدعمه "إذا تعنت" شركاؤه من اليمين المتشدد.

أما حماس فقالت ليل الجمعة، إنها "تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى".