الأجندة الأميركية اختلفت وبارّاك يلاحق السلاح... ريفي: "الزمن الأول تحول"

يترقب لبنان زيارة الموفد الأميركي توم بارّاك، ليس فقط لما يحمله معه من مطالب أميركية لناحية التمسك بتسليم سلاح "حزب الله"، بل لأنها تأتي بعد اندلاع الحرب الإيرانية - الإسرائيلية.

فهل تتبدل الأجندة الأميركية بعد هذه الحرب، وخصوصاً أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس كانت متشددة في موضوع السلاح بلهجتها وطريقتها ودورها وحضورها؟

يُنقل وفق المقربين من واشنطن، أنه أياً يكن الموفد أو السفير، فالسياسة الأميركية هي عينها، بدليل ما حصل مع الموفد الأميركي خلال اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 فيليب حبيب، وهو من أصل لبناني، فنفذ السياسة الأميركية بحذافيرها، ما انسحب على مبعوثين آخرين من بينهم راي لحود.

لذلك زيارة براك ستكون مهمة جداً، ووفق بعض الأوساط الديبلوماسية فإن موضوع السلاح بات أمراً ملحاً أكثر من السابق بعد الحرب الدائرة اليوم من دون أفق، ووظيفة السلاح انتهت.

في هذا السياق، يقول النائب أشرف ريفي لــ"النهار": "من الطبيعي أن الأجندة الأميركية اختلفت وثمة تطورات دراماتيكية حصلت، وكنت أتوقع ضرب إيران، هذا الذي يعتبر محور الشر والإرهاب، بفعل ما قام به في كل العواصم العربية. وهل ننسى كلام قاسم سليماني أن هناك أكثر من عاصمة عربية تسيطر عليها إيران بما فيها بيروت؟ لذلك سلاح "حزب الله" انتهى قبل اندلاع الحرب، وفي اعتقادي أنه انتهى كلياً وبات خارج السياق، وهذا ما سيحمله معه الموفد الأميركي توم براك. فالأجندة الأميركية وكل عواصم القرار على النسق نفسه، أي أن هذا السلاح لم يعد له فائدة، لذا سنرى تشدداً أميركياً واضحاً من خلال زيارة براك، وأي مبعوث سيصل إلى لبنان سيحمل معه هذه الأجندة. السلاح يجب أن يكون في حوزة الجيش اللبناني دون سواه".

ويرى ريفي أن "ثمة مرحلة جديدة في المنطقة، هيكليتها واضحة المعالم في إطار التحولات والمتغيرات. وما بعد هذه الحرب سنشهد ارتدادات كبيرة على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها، لذا لبنان وضعه سيكون مختلفاً تماماً، وتحديداً في موضوع السلاح. ومن نافل القول إن ما بعد الحرب الإيرانية - الإسرائيلية سيشهد تشددا أكثر، بدليل هذا الحياد حتى الآن، من دون مساندة ولا مشاغلة. فالأمور تبدلت، وهذا ما سنلمسه من خلال زيارة الموفد الأميركي. ومن يعش ير".

ويخلص إلى "أن موضوع السلاح لا يمكن تجاهله، "فالزمن الأول تحول" وهناك ضغوط أميركية وحتى خليجية ودولية على أعلى المستويات. بعد الحرب الإيرانية - الإسرائيلية سيبحث الأمر بجدية، ومعطياتي تشير إلى أنه سيسلم إلى الدولة اللبنانية. المفاوضات جارية، ومن الطبيعي جداً أن يختلف ما بعد الحرب عما قبلها، بل سنشهد خطوات كبيرة في هذا الاتجاه".